مشاهير الوهم وتبرج التجار

شهدت الأيام القليلة الماضية الكثير من الأحداث المشينة التي نزع فيها بعض التُجّار ثوب الأمانة وارتدى بدلاً منه ثوب الجشع ، وقناع الطمع ، وتفنن موظفيه في أسلوب الخداع والتزييف والتظليل بجميع أشكاله وألوانه وأطيافه ، دون أي تردد أو خوف ، مستعينين ببعض مشاهير السوشل ميديا من بائعي الوهم على شكل إعلانات ، مستغلين الألاف من متابعيهم لكسب دراهم معدودة ليخدعوا بها الكادحين والبسطاء ببضاعة مغشوشة أو أخرى تلفظ أنفاسها الأخيرة؛ أن لم تنتهي في الأصل وزور تاريخها .

ليقع البصر على تخفيضات “وهمية” ، وينساق البشر ويقعون فـ الشراك الذي عرف التاجر كيف يُخرج به ما بقي في جيوب اللاهثين خلف العروض ، لنشاهد مشاهد مبكية وأحياناً مضحكة ممسوخة يحمل فيها الكادح ما شاح ولاح مما يحتاجه ولا يحتاجه ، وكل ذاك التدافع والتزاحم والانفاق الزائد لأنهم يعتقدون أنهم كسبوا التوفير في وهم التخفيض .

هذا المشهد أو ذاك هو من زاد من الجشع لدى مشاهير الوهم ، وساعد في تبرج التُجار ليعرض كل منهم سِمّه جَهْرًا عياناً ونهاراً ، مستهينين بقدرة المستهلك ، مستغلين جهله رغم أهميته لديهم فهو صاحب الفضل ومصدر الرزق بعد الله .

وتكمن أهمية الوعي في استحضار ذلك الأثر لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين شكى إليه الناس غلاء اللحم عند الجزارين فسعره لنا ، فقال أرخصوه أنتم حين قال ” اتركوه لهم” .

لا تستهلك جيبك فيما إنتهت صلاحيته أو تضخم سعره فالقوة الشرائية التي تُكسبها التاجر دون إدراكك تساهم في بقاء هذا الوباء وانتشار هذا الداء من الغلاء .

التبضع ثقافة يجب أن يتعلمها الشخص ليدرك ما يشتري ومتى وكيف يشتري ، ليضع التاجر تحت الضغط خوفاً من خسارة تجارته .. كن واعياً مدركاً فأنت مصدر رزقهم .

 

خالد المرامحي 

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “مشاهير الوهم وتبرج التجار

البرنسيسه

كتبت فابدعت
محزن حال الطمع والجشع الذي اوصل التجار الي مرحله مزريه من الهوس بتجميع المال دون ادنى تحمل للمسئوليه الملقاه على عاتقهم الامانه والخوف من الله تعالى
استطاعوا غش المستهلك ولكن لن يستطيعوا ذلك مع الله
المطلع على كل كبيره وصغيره..
وبال

المخلص

اتركوه لهم كلمه تريد تطبيق على واقعنا في مجتمعنا
شكرا للكاتب تبدعت موضوع مهم جدا في الوقت الحالي

محمد رجاح المرامحي

رائع جدا ويحكي واقعنا بالفعل جزاك الله خيرا

راشد الحربي

نشكرك على هذا المقال الرائع والذي يحكي واقعنا المعاصر ـ نفرح عندما نرى كلمة تخفيضات كبرى. بينما نجد الواقع هو استنزاف لجيوبنا ـ
واخيراَ فقد فضح تجارنا وزير التجاره الكوريا حينا قال في موتمر اقتصادي قبل عدة ايام بان الاسعار في كوريا ثابته منذ ثلاثه عقود بينما زادة في السعوديه اكثر من ثلاته اضعاف.

سعد القحطاني

أشكر الأستاذ / خالد الحربي على هذا المقال الرائع والهادف
الذي يحاكي طمع وجشع بعض تجارنا

mmm

مقال ممتاز وهو واقع و نلاحظ المشاهير يستغلون كل مصدر يجني لهم المال …
و الطمع التجار : يستغل كل طريقه ممكنه ليجذب الزبون مستخدم مبدا (الغايه تبرر الوسيله ) و مبرر لنفسيه فعله المشين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *