هذا هو وهذه أنتِ

أبيت ليل وما بات الزمان وأفيق حذراً وما غادر المكان .. كانت لحظة الوداع ساعة ليس بمعزل عن الراحة في القرب ، كان يرتوي من نفحات الشوق التي كبلته بها ، فنام بين حنيني له زمناً وأفاق يستغيث من الحب بطوق نجاة فخرج يعتذر إلى الحنين أسفاً وإلى الشوق عاكفاً ..

لوحت بيدي أودعه لا أنا استطعت أن أكبح جماح قلبي أن يهتف له ، ولا أنا بقيت دون أن تنزف جراحي وتلملم أطرافي آلام تباهي كل أشواق حملها إنسان  .. قال اشتقت لك فهوى قلبي يستطيب بكلماته وأنين الآهات يملأ صدري وصدى أشواقه تزعزعني .. أيكون صادق أم هو يكذب الهوى بلسانه ويحاكي الشوق ببيانه ..

بكيت بحنين المشتاق ولهفة العشاق .. كانت لحظاتي تموت من الشوق له ، وكانت عباراتي تطرب في لهفة الحرمان التي تسقط بين يديه ..

أفقت على صباح يخجل من الحنين ومساء يطرب بالأنين .. جاء في لحظة وخاف أن يبدو عليه الاشتياق فابتسم لي ، وكانت الدموع تنساب من عينيه فكبلتني قطرات الماء من عينيه وحيرتني بأي عين المحب يراني ..

كانت للحظات الود تلك صدى يهمس لي بالحياة أوفى وتهمس لي للشوق أبقى .. سافرت في تلك اللحظات إلى الأعماق أشواق وكتبت هناك أن هذه الأغنية التي تنساب هنا ستعيش بها ، لكنها منذ أن همت لتسير في أعماق الشوق قابلتها اللهفة تستعرض ما قد أخفت من سكون الهيبة وبريق الإلهام ..

استحوذ على كل مجاهل الشعور وبقي هناك قلب يتفطر حزناً ، ونام الحنين تلك الليلة ، وهو يتأمل أن يجده غداً وجاء غداً ولم يحضر من غياهب الجب ولكن الأمل كان ينتظر وينتظر حتى أشفق عليه المكان ..

هي لم تكن تأويه إلى حنايا البوح خجلاً وهو لم يباريها كبراً .. حضر الحنين واستدعاه من العمق الكامن في المجهول ، وبات يبكي عليه ويستدعيه من براثن الدموع قبل أن يذوب وتذوب معه جدار قلبها و تأن منه سجون راحتها تعثر من التلويح وصاحت من بقاياها ، فجاء إليها يحمل قلبه على كفه وهو يهمس بحب هذا هو وهذه أنت لك منه أكثر ما فيه لي ليكن  منك قلب يشفق عليه هو وليس أنا يرفرف بجناحيه سعيداً ويصرخ طريداً همس وهو يسبق الآه ..

احتكم إلى محكمة التطبيب وسافر إلى درب القلوب المحجوبة وجمد الأشواق داخله وحجب الماء في محاجره ، كان يرى من نفسه خفقة تحمله إن لا يطمئن إلا في كنفها ولا يسعد إلا بين عينيها .. ترددت قليلاً ولكن ذاك العصفور جعلها تعاود قرارها وتلقي بنفسها بين جوانح الحنين وترتسم بين  شفتيها ابتسامة الرضى اليوم وغداً سيكون بين يدي يهفو قلبي إليه ويرفرف الحنين به ، ويصرخ بكل قوته أني قد فاق الشعور وجوده وسادت على الحكمة عيوبه .
                         

آمال الضويمر  

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “هذا هو وهذه أنتِ

شيهانه

مساء الورد

مقاله جدا جدا رائعه من استاذه رائعه

حرووفك من ذهب استاذتي

الف الف شكر يالغاليه ?

ساره الدوسري

مقال رائع استاذه امال
احسست وانا اقراء كلماتك اني في سفينه رست بي مرات على شواطئ جميله بجمال كلماتك واسلوبك
زادك الله من فضله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *