أولويات وتحديات!

لم يكن العام 2016 عامًا جيدًا على العالم إذ تميز ببطء نمو الاقتصاد العالمي واستمرار انخفاض أسعار النفط ليأتي عامًا عصف باقتصاديات الدول في العالم أجمع؛ ولأننا من هذا العالم ويصيبنا مايصيبه جاءت الميزانية العامة للدولة وسط ترقُّب من الخارج والداخل على حد سواء.

وحملت الميزانية التي أُعلنت يوم أمس بحماية محدودي الدخل من تبعات الإصلاحات الضرورية واستمر الإنفاق العالي على الصحة والتعليم والدفاع بسيناريو متفائل ومتوازن يهدف لمرحلة الانتقال من العجز إلى الوفرة في رحلة تمتد لأربع سنوات قادمة سيكون فيها محدودو الدخل في أمان بالدعم النقدي المباشر وكأنهم في عين القلب.

الميزانية تعكس رؤية المملكة 2030 ( رؤية الحاضر للمستقبل ) في خطوتها الأولى – وأصعب الخطوات أولها – والتي تهدف لتعزيز موقعنا في الاقتصاد العالمي وتحقق الأولويات وتقوي وتطور القطاع الخاص والذي بات شريكًا موثوقاً تُعقد عليه الآمال، تستمر التنمية ورعاية القطاعات الخدمية وتبنت الميزانية الإصلاح الاقتصادي والهيكلي والتي تفضي إلى السيطرة على العجز وتطوير كفاءة الإنفاق واستمرار نمو الإيرادات غير النفطية والشفافية.

يطوي الوطن العام ويستقبل عامًا جديدًا بميزانيةٍ تحمل الانطلاقة نحو تنفيذ التحوُّل الوطني بزيادة  6 ٪‏ من الإنفاق عن العام الذي سبق، وهذا يعكس قوة الاقتصاد والذي عبر بمهارة من فخ الأزمة الاقتصادية.

الأرقام المُعلنة يوم أمس جاءت لتطمئن المواطن بالدرجة الأولى على دخله ورخائه ورخاء أبنائه وعلى حاضره ومستقبله بعد أن استبد القلق بعد قرارات إلغاء البدلات والمميزات في الرواتب وهو قرار عكس العزم والمصداقية في تنفيذ الإصلاح والذي يؤهلنا للانتقال إلى آفاق أوسع وأشمل ويحمل الخير لنا ولأجيالنا القادمة.

ومن فيض خيرات وعطايا الميزانية حضرت الشفافية التي بيّنت وبشكل جلي التفاصيل للمختصين والمهتمين وللمواطنين من غير المختصين في شؤون المال والهيكلة الاقتصادية.

أما أبرز منجز لميزانية هذا العام فيأتي ” حساب المواطن ” بلا منافس والذي يهدف لحماية الأسر محدودة ومتوسطة الدخل من تبعات إصلاح نظام الدعم الحكومي والذي يبدو في ظاهره قاسيًا لكن في باطنه الرحمة، محققا العدالة ومعززًا للاستخدام الأمثل للموارد على أن تخضع الإجراءات للمراجعة الدورية، إن الاهتمام بمحدودي الدخل ووضعهم في أولويات اهتمام الحكومة هو مؤشر على نجاح الرؤية وحتى لا تطحن عجلة التنمية مدخراتهم وأحلامهم . 

من العجز للوفر رحلة تكتنفها المخاطر والتحديات كالانتقال من التبعية للاستقلال ولن تكون رحلة خالية من العوائق والمصاعب، لكننا بإيماننا ببعضنا البعض نستطيع عبورها تحفنا رعاية الله ونصره.

أليس النور يتسرب إلى الظلام؟!

كل عام ووطني في نور وإن عمّ الظلام!

زينب الجغثمي 

مقالات سابقة للكاتب

13 تعليق على “أولويات وتحديات!

وضحى الغامدي

الظلام ضعيف تهزمه .. شمعة
شكراً للكاتبة المبدعة ، رشيقة كعادتها

ابو محمد العدواني

ندعو الله ان تكون ميزانية خير وندعوه التوفيق للقائمين على أمور الوطن والمواطن.
بلادنا تنعم بالأمن والرخاء برغم الحروب وتبعاتها والاضطرابات الإقليمية والدولية وكل هذا بفضل أولاً ثم بفضل حكومتنا الرشيدة ووعي مواطنيها الاوفياء. نحن مطمئنون على مستقبلنا برغم كل الظروف.
أما كاتبتنا القديرة فشهادتنا فيها مجروحة
فهي مبدعة في كل مجال تطرقه
دعائي لك بالتوفيق دوما

محمد الرايقي

كل عام ووطني في نور
وإن تمنى العدو أن يعم الظلام فيه
نشكرك كاتبتنا على حسك الوطني الغير مستغرب
فحقيقة نحن نرتبط بوطننا برابط قوي ووثيق هو رابط الحب والانتماء سواء سجلت الميزانية فايءضا أو عجزا

ابو سلطان

كل عام ووطني ينعم بالأمن والأمان وهذا هو الأهم ولابد من تضحيات من المواطن وكل شي ولله الحمد مدروس ومخطط له ويراعي جميع فئات المجتمع
دائماً كاتبتنا مبدعه شكرًا من الأعماق علي المقال الذي يأتي في وقت مناسب

ابو اميره

بخطى واثقة نحو المستقبل تسير دولتنا الغاليه مملوءة بالثقة بأبنائها الأوفياء “أبناء المملكه “، هؤلاء الذين قدموا للوطن ويقدمون، وسيقدمون كل ما لديهم، فالإخلاص للوطن هو نهج يسير عليه أبناء المملكه، ويبذلون من أجله الغالي والنفيس.
وطننا دائما لايبخل عن ابناءه ويوفر لهم كل غالي ونفيس..
فشكرنا كاتبتنا على هذا الاطروحة المتميزه
بارك الله فيك ونفع بعمك…..

نورة المالكي

الحمد لله على ماننعم به من نعم
ونسأل الله التوفيق والسداد لحكومتنا
وشكرا للكاتبة المبدعة

نويفعة الصحفي

السلام عليكم ورحمة الله
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات..
أن القبادة الرشيدة لهذا الوطن الغالي حرصت كل الحرص، وبشفافية كبيرة على تنمية الموارد البشرية . فها نحن نشاهد الميزانية العامة للدولة ، و قد جاءت مخصصاتها المالية لكافة القطاعات ، مشجعة نحو تجويد الخدمات والإرتقاء بمستواها .فلقد فاجأت الجميع بأرقامها الضخمة ، ومشاريعا التنموية التوسعية ، وبخطط مدروسة تهدف لتحقيق رؤية 2030 ..
في ذات الوقت كلنا على يقين ان التحديات كبيرة ..الا ان الكبير في تخطيطه يظل كبيرا ويحقق اماله بفضل الله وبركته وعونه ..
وهذا لمقال الرائع بحق اخذنا بسلاسة مبدعة ، متتبعا للتحديات بانواعها ، راصدا لمواقف قادة هذا البلد وفكرهم الطموح ، فيما وصلت له الميزانية لهذه البلاد ..
حفظ الله بلادنا من كل شر وادام عليها أمنها واستقرارها ..
شكرا للمبدعة التي عودتنا على جمال حرفها ومواكبتها للحدث بوعي ورقي وفكر نير . أ. زينب حفظك الله ولا حرمنا وجودك بيننا ..

نوال الصقري

الحمدلله ، نصل دائمًا إلى حقيقتين مهمتين ، و هما : أن الأمان و الأمن في الرزق بيد الله أولاً و آخراً ، و الأخرى الثقة في هذه القيادة المفخرة ، و أن الإنسان فعلاً خلق عجولاً عجولا ، لديه هذا الهاجس من الجوع و نقص المستوى المعيشي ..
نخلص إلى أن الصبر و إعطاء الفرصة للمشاريع التنموية و سير الخطة 2030 هو الصواب ..

ولا يحق لنا أن نخاف ونقلق

مريم عمران

بلد تمسك بالتوحيد لا يخشى التحديات ..
ولايُخشى عليه من عدم الثبات..
فالحمدلله على نعمة التوحيد والأمن والامان
شكرا للمبدعه زينب هذا التمكن وشكرا للصحيفه..

مفلح الصاطي

مقال جميل ويصيب كبد الحقيقة كما عودتنا الكاتبة المميزة نفع الله بعلمها
هذا المقال أشار إلى حقائق مهمة ونتائج أكثر أهمية فلعل المواطن أن يعيها ، والمشكلة الحقيقية إن مرت علينا مرور الكرام
لعل من أبرز ما نخلص إليه هو دور المواطن في الميزانية !! نعم دور المواطن ؛ فالمواطن يستطيع المساهمة في رفع ميزانية الدولة وذلك بما يلي:-
1- الترشيد في استهلاك الطاقة وفي غيرها.
2- الإبلاغ عن كل حالة فساد أو غش تجاري .
3- عدم التستر على العمالة الوافدة .
4- إعطاء المعلومات والبيانات الدقيقة التي تساعد المختصين .
5- ترتيب الأولويات والكف عن البدخ .

مرة أخرى شكرا لك أيتها الكاتبة الفاعلة وهنيئا لصحيفة غران بك

صالحة الشهري

مقال جميل سلمت اناملك ام مهند

خالد المرامحي

من المشين أن يكون المواطن كافراً للعشير ويتناسى الطفرات التي مر بها حتى يصاب بالسخط عند أول عاصف مر به وهو ليس الوحيد فيه مر بكثير من الدول اسقط بعضها وفصل بعضها عن بعض ونحن على خير وفِي خير نجتمع ونتحد يزيد فيها العيش رغدا ويصبح المرء متنعماً موحداً أمناً .

شكرا للكاتبة المميزه والطرح الراقي

كحيلان

الله الله كل يوم وأنتي مبدعه
مقال رائع من الأستاذة زينب
كم نحتاج قلم مثل قلم زينب يكتب برؤيه مستقبلية
شكراً من القلب للمبدعه وإلى الأمام أستاذتنا زينب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *