من مقومات المجتمعات الأساسية الثقافة الفكرية لدى أفراده . إذ كلما أرتفع المؤشر الثقافي كلما كان ارتفاع الوعي لدى المجتمع أفضل والعكس تماما عندما يكون هناك تدني ثقافي بالمجتمع فإنك تجد اضمحلال في الفكر وانشغال في الهوامش دون التعرض إلى لب الموضوع فتنصرف الآراء صوب الأهداف الهامشية أو غير المرغوب فيها وتترك الأهداف الرئيسية.
ونحن هنا نتسآءل عن سر اختفاء المثقف بمجتمعنا بشكل عام وملفت للانتباه . انك تبحث عنه بعدسات مكبرة فلا تجده . ويراودك الشك في وجوده اصلا . فنحن لا نجد له حضورا وﻻ مشاركة وﻻ نقرأ له رواية وﻻ كتابا وﻻ حتى قصة قصيرة ونفتقد حضوره بوسائل الإعلام والمناسبات عموماً.
ماهي الأسباب ياترى؟ في هذا العزوف الجلي الواضح لهذه الطبقة من مجتمعنا ؟!
هل يرون أن البيئة غير صالحة لهم ؟ أم أن التركيبة الاجتماعية ﻻ تساعد في بروزهم. فأثروا عدم الظهور ولا التفاعل الاجتماعي الإيجابي . أو ربما أن المجتمع بأسرة غير متقبل لهذه الفئة لأسباب غير واضحة . لذلك اختار المثقفون الصمت والبعد عن مثل هذه الأجواء التي ربما تدخلهم في تصادم الأفكار واختلاف الأراء . ربما … ربما
لكن المؤكد هو أن المجتمع بحاجة لهم وﻻ يعذرهم ابدا .لأي سبب كان . فإن الثقافة السليمة المبنية على الفكر الإيجابي والتي تنبع من معين إسلامي وتستند إلى إرث متين وفقه حصين وجذور راسخة تقود المجتمع نحو التغير الايجابي وتعزز القيم وتنبذ العادات السيئة والأفكار الدخيلة وتحذر من الانزلاق باتجاه الثقافات الغربية أو الشرقية بلا تبصر ولا بصيرة .
كل ذلك مطلب ملح وواجب على من يحمل من مثقفينا مشعل الثقافة وان لا يبخل به على أبناء مجتمعه.
فيا هل ترى سيستمر الصمت الثقافي أم أن للمثقف رأي آخر فينزع عنه جلباب العزوف ويرتدي لباس العطاء الفكري . متوشحا بالعلم والفكر الناضج والسليم معتليا منابر الأدب تارة وممسكا بالقلم تارة أخرى .
سننتظر … ونترقب …
ونتمى إلا يطول الانتظار.
مقالات سابقة للكاتب