لحظة .. من قال الكتاب واضح من عنوانه وحرم نفسه متعة السفر بخيال غيره بإبعاد الفكر وصور السرد داخل دهاليز التجربة ، وفن النسج بحروف الخيال ، وعلوم المعرفة ، ليغور بأعماق نور البيان وسحر التراكيب ، يعيش الإنسان أكثر من حياة … إن قرأ .. ولكن دعونا نسأل ماذا نقرأ ؟ وكيف نقرأ ؟ .. ولتجيب حدد هدفك من القراءة ، أعرف ميولك ، ولتستمر ابن نمط يبدأ بالمكان وينتهي بالوقت ..
ولكي تستفد لا تسلم عقلك لغيرك ، خذ التجربة الناجحة وصحح وعالج الفاشلة ، ولا تربط نفسك بفشل غيرك ممن جعل من أقاربه عقارب أو قال : خيراً تعمل شراً تلقى .. أبسط أجنحة المعرفة وحلق بنور العلم لتبدد ظلام الجهل .
بالأمس عاش ابن محافظة خليص أفضل لحظات عمره وهو يستمع أو يقرأ عبارات الثناء من رجل المنطقة الأول صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين وهو يقول : “أتمنى من منتقدي هذه البلاد أن يأتوا إلى هنا ويشاهدوا تطور الانسان السعودي في فكره وعمله” ، وما تحمل تلك الكلمات من سمو وتحفيز ليأتي من يقولب الواقع الجميل بإيحاء بغيض يهدم به روح التفاؤل بعبارات قال عنها شكسبير قبل أكثر من ٤٠٠ عام على لسان أحد أشهر شخصياته الخيالية (مكبث) عند وصول الملك “هيا نستقبله بوجه صاف فإن المظاهر الخادعة خير ما يخفي الضمائر الفاسدة “.
من أسوأ الأمور إنتشاراً التصنيف وقولبة الأشخاص .. هذا علماني وذاك ليبرالي لا أقرأ له ولا أخذ منه ، وهذا شاعر إلقاؤه سيّء رغم جودة شعره وتراكيبه فلا يستحق أن تُرهي له سمعك ، لا تقرأ الكتب الورقية ، لا تشتريها غار عليها الزمن نحن في القرن الـ ٢١ .. صور بشعة لأناس تحب أن تكون العقول فارغة ، تعطل الحواس ، تمنع الاستمتاع بمطاردة الأوهام ليبقى الإنسان حبيس فشله الذريع بصورة ذهنية مشوهة مقيته يعيش بها الإنسان حالة من الجمود فيتغير العالم من حوله ولا يتغير فيه إلا عمره !!
هيا ننفض غبار التشاؤم نحيا في عالم التعاون ، ننصح بالمفيد ، نأخذ من الإنسان إنسانيته ، ننشر المعرفة ، نقول للمحسن أحسنت ، وللمبدع أبدعت فهي سنة الحياة .
خالد رجاح المرامحي
مقالات سابقة للكاتب