حينما نتحدث مع من حولنا بطيب الكلام وليّن القول نكسب قلوبهم وننال تقديرهم فالكلمة الطيبة تصنع الاعاجيب .انها حلاوة المنطق وجمال الحديث وأناقة الكلمة !
وما أجمل مراعاة المشاعر ! واختيار الكلمات بعناية حفاظا على الود واحتراما لمشاعر الآخرين . يقول د. مصطفى أبو سعد : إن لغة التواصل الحقيقية هي لغة المشاعر .
وللكلمة الطيبة واللفظة الأنيفة أثر عميق يتسلل الى النفس البشرية فيخيم عليها الفرح فتغدو نفسا محبة للخير مقبلة عليه.
وإن كان للكلمة الطيبة أثر جميل على الآخرين فإن صاحبها لا يعدم الخير بل يناله نصيباً منه . وكما قيل إنك لا تستطيع أن تسكب العطر على غيرك دون أن تصيبك قطرات منه!
يحكى أن الملك الفارسي أنو شروان “” أعلن في الدولة بأن من يقول كلمة طيبة فسيمنحه 400 دينار، وفي يوم كان الملك يسير بحاشيته ورأى فلاحاً عجوزاً وهو يغرس شجرة زيتون. فقال له الملك لماذا تغرس شجرة الزيتون وهي تحتاج إلى عشرين سنة لتثمر وأنت عجوز في التسعين من عمرك، فقال الفلاح: زرعوا وحصدنا ونزرع ليحصدوا.
فقال الملك أحسنت فهذه كلمة طيبة فأمر له ب 400 دينار فأخذها الفلاح وابتسم فقال الملك: لماذا ابتسمت؟ فقال الفلاح: شجرة الزيتون تثمر بعد عشرين سنة وشجرتي أثمرت الآن. فقال الملك : أحسنت أعطوه 400 دينار أخرى، فأخذها الفلاح وابتسم. فقال الملك : لماذا ابتسمت، فرد الفلاح : شجرة الزيتون تثمر مرة في السنة وشجرتي أثمرت مرتين !
أعود فأقول الكلمة الجميلة لها صدى عذب وأثر في كسب القلوب وكلنا نطرب لسماعها فلا نبخل بها على من حولنا . ابذل و رَدِدْ جميل القول وأثن على الاخرين واسمعهم أجمل كلماتك وأحلى عباراتك .
احتاج أحدهم لصديقه فكتب له :
(أخي الغالي : لدي مشكلة ! وأتساءل هل بمقدورك التكرم بمساعدتي في حلها ؟ ). انها الكلمات الجميلة تصنع في النفوس مالا يصنعه السحر !
كم هي تلك الكلمات البسيطة التي نستمع إليها فتملأ نفوسنا فرحاً وقلوبنا سعادة وأرواحنا أنسا. فهلا جُدنا بها فرب كلمة فرّجت هماً وجبرت كسراً وأزاحت غماً.
بالله لفظك هذا سال من عسل …. أم قد صببت على أفواهنا العسلا
وعندما يتحدث المتحدث فيثني على غائب ثناء عاطرا وذكراً حسناً فإنه ربما جرح مشاعر جلسائه دون أن يشعر والعرب تقول مدح الغائب تعريض بالحاضر !
وما أحرانا لتفقد كلماتنا والرقي بألفاظنا حتى لانجرح أحبتنا دون أن نشعر فتتقطع أواصر الحب وتذبل أزهار الود . إنها الكلمات الراقية تسُر النفوس وتسعد القلوب وترفق بالمشاعر وتجبر بالخواطر.
جبر الله خواطركم !
عبدالرحمن مصلح المزروعي
مكة المكرمة
مقالات سابقة للكاتب