معدة واحدة لا تكفي !

 يكلف البدناء المملكة أكثر من 500 مليون ريال سنوياً بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن. (صحيفة الرياض العدد : 16798)

وفي احصائية منشورة : المواطن السعودي يتصدر قائمة أعلى نسب هدر الطعام والذي يصل  هدر الفرد فيها  إلى 250 كجم سنويا (يعادل 5 أكياس رز) وفق تصريح عامر البرجس مدير بنك الطعام السعودي  .

والذي يشاهد أغلب الاهتمامات والتي تحظى بالنصيب الأوفر من المتابعة والتعليقات هي المواقع والحسابات التي تتحدث عن وصفات الأطعمة وفنون الطبخ وأصناف الحلويات وأطباق المعجنات.

 ولا يكاد  يعلن في أحد قنوات التواصل الاجتماعي  عن موعد افتتاح محل لبيع صنفاً من الأطعمة إلا وتهافت عليها الخلق كتهافتهم على ذي  جنّة !!  وانهالت عليه الطلبات والأسئلة من قريب يسألون عن العنوان ومن بعيد يسألون ( فيه توصيل !) هذه الهجمة الشرسة على أصناف الغذاء  والافراط في الأطعمة  ما أسبابها ؟ أتسأل في حيرة شديدة ما لسر فيها ؟

فلا يكاد يمر عليك يوم وأنت تتصفح أي  قناة من قنوات التواصل الاجتماعي الا ويصادفك إعلاناً عن طريقة الحصول على جسم رشيق! أو عن خلطة جديدة لتخفيف الوزن بدون رجيم !! 

وأسواقنا ومولاتنا الكبيرة أصبحت موطن لكل ما لذَّ وطاب فهذه أماكن تقديم القهوة العالمية وتلك الجلسات الفاخرة والتي تجذب قلوب مرتادي الأسواق لأخذ قسط من الراحة والاستجمام في أروقتها وتناول شيئا من الأطعمة  صغيرة الحجم عالية  السعرات !

ولعل أحدكم يعلق الآن وأنت ويش حارق رزك ! هم يأكلون من فلوسك !! خلي الناس تستمتع وتأكل وتنبسط ! 

والحقيقة أنا أخذني الحماس وكنت ناوي أشن حملة  وأسوي هاشتاق بعنوان :

 # معدة واحدة لا تكفي ! # لكن رأيت أني سوف أواجه  لوحدي تيار قوي لا طاقة لي به فقررت أن أكتب لكم هنا أحبتي لعلي أجد من يواسيني ويهدئ من قلقي ويبدد من خوفي ! خاصة بعد الاطلاع على بعض الاحصائيات الرسمية حول نسب السمنة في السعودية  وعلاقتها بأمراض العصر : 

فحسب آخر احصاءات منظمة الصحة العالمية، جاءت المملكة الثالثة عالمياً في نسب معدلات السمنة. وكشفت الدراسة التي أجراها كرسي أبحاث السمنة بجامعة الملك سعود بقيادة الدكتور عائض القحطاني أن ثلاثة أرباع المجتمع مصابون بالسمنة (70% من رجال المملكة و75% من نسائها(

لنا جار ظريف يرسل لنا بين فترة وأخرى أطباق متنوعة ويرفق مع كل طبق ورقة جميلة بها طريقة الطبخة ! اسلوب رقيق وجميل ! شكرا يا جاري !

 لكننا غالبا ما نلتهم الطبق ونحتفظ بالوصفة في الارشيف  !  والذي هو الآخر بدأ يعاني من السمنة  ! حتى تولدت لدي فكرة اصدار كتاب بعنوان : وصفات من مطبخ جاري . 

اطلت عليكم لكنني اتحدث عن الشغف بالطعام حتى صار هو المتنفس الوحيد للكثيرين منا الولد نجح من أولى ابتدائي أقاموا  له حفلة كيكة عليها صورته . تخرج الابن من سادسة لازم حفلة تخرج . الاولاد طفشانين خلونا نروح مطعم نتعشى ! نسافر وبرفقتنا  قائمة بأفضل المطاعم ! وفي جوالاتنا تطبيق يوفر لنا أسماء أفضل المطاعم في العالم! نحضر بوفيه مفتوح هجوم نملأ الاطباق ونتركها كما هي !

هذه دعوة لإعادة  تشكيل ثقافتنا تجاه الأكل ومراجعة  سياستنا مع الطعام بل وتغيير نمط حياتنا  . وقد أثبتت الدراسات والاحصائيات الرسمية لوزارة الصحة  أن أمراض السكر والسمنة وتصلب الشرايين  والسرطان مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإفراط في الطعام .

لماذا لا نرحم بطوننا والتي لو قدر لها أن تتكلم لطالبت بمناطق آمنة أسوة بما يحدث في منا طق الحروب ! نعم إنها حرب ضروس نشنها يومياً ضد أجسامنا حتى غدت أجسادنا كتلال الربع الخالي !!

عبدالرحمن مصلح المزروعي – مكة المكرمة 

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “معدة واحدة لا تكفي !

صالح المزروعي

هذا هو واقعنا ولكن للأسف لا نعترف به
مقال رائع وفي مضمونه رساله تثقفيه
شكراً ابا عاصم

ابو يوسف

مقالك فيه محاربة للأسر المنتجة

السلمي

أحسنت موضوع مهم والسبب كثرة المطاعم وتنوعها
يجب تدخل البلدية لتنظيم المطاعم وفرض رسوم عليها لتقلل من عددها وترفع مستواها الصحي
وألا فإن الدولة هي من سيدفع الثمن في علاج المرضى بسبب هذه المطاعم

متعب

نحن أكثر شعب يهتم بالأكل
أي مشروع معرض للفشل إلا اذا كان أكل
وصار معروف عنا كشعب أننا شعب شره يحب الأكل
وهذي سمعة غير جيدة للأسف
أطفالنا ونساءنا تحولوا إلى براميل أو دبابات بشرية تدب على الأرض بسبب الأكل
ليتنا برزنا واشتهرنا في شي يشرف

سامي

الرسول صلى الله عليه وسلم دلنا على كيفية الأكل
ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك
لو مشينا علي الهدي النبوي كان تجنبنا الأمراض والسمنة ومشاكلها
شكرا يا أبوعاصم

عمار الصحفي

نسأل الله أن نكون من الشاكرين لنعمه
فكما أن البعض يربط معدته من كثرة الأكل فغيرنا يربط معدته من قلة الأكل
سلمت أناملك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *