مع انطلاق الفصل الدراسي الثاني وبحكم انتقالي للعمل في شمال المملكة في منطقة تبوك ، أحببت أن أستغل هذه الفرصة وأتعرف على الوجهات السياحية والمناظر الطبيعية والمنتزهات والأماكن الأثرية مثل مغائر شعيب وغيرها .. فعلاً كانت تجربة جميلة وممتعة وخصوصاً الطبيعة البكر لأماكن كثيرة ولكن..
أصبحت أتخيل بعض الأماكن كيف كانت وأحاول أن أتخيل وضعها قبل أن يزورها ذاك الإنسان الذي يبحث عن أجمل وأنظف مكان ليمارس عاداته البغيضة من الأكل والشرب وهي تحاول أن تبقي طفلها ذي ثلاث أشهر نظيفاً فتغير له وهذا الإبن يقطف كل ما زرع أو نبت حولهم ، وذاك الشاب الجميل الذي ترك ذكرياته على تلك الصخرة أو ذاك المبنى؛ حتى ريم كتبت أسمها ، وذهبوا من هناك جميعهم ، وعندما وصل غيرهم للمكان الذي أصبح يعج بأنواع الحشرات وأقبح الروائح وأنكر الصور مع أفظع العبارات … ماذا فعلتم أيه السابقون في اللاحقين وما ذنبهم .
كانت مشاهد مقززة لأماكن كانت جميلة ، فمن ترك المكان على تلك الحالة التي لا يقبل بها بأي حال من الأحوال عند وصوله فكيف يرضى أن يتركها ليشاهدها من يأتي بعده ، نحتاج أن نفعل قول المصطفى في كل أمورنا ، حين قال صلى الله عليه وسلم ” لا يُؤْمِن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “.
إن إحساسنا بالمسؤولية يكفي متى ما أحس كل واحد منا بمسؤوليته وراقب الله في فعله .
خالد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب