كان في زمن غابر لايتكلم المؤثرون في المجتمع في أمر لم يقع ، لأنهم يرون أن الحديث في شيء يخشى منه ولم يقع إنما هو دافع للتعجيل بوقوعه ولعل ذاك صالح لبقاء صلاح ذاك !
لكن الوضع تغير واختلف كثيراً لأن المجتمع تنوع فلم يبق كله أو أغلبه على اتجاه واحد ، وظهر أناس يصرون على مرادهم الشخصي وهم في البحث عن منافذالوصول إليه أشبه بحيوان النيص إذا حبس في قفص لايفتر من الحركة وجس كل جزء ، بل ومليمتر مربع من جدران القفص وبتكرار بحثاً عن منفذ موجود أصلا لم يُتنبه له أو انفراج بسبب حركته المستمرة ..
لذا فالتغيير واجب يفرضه الحال والتثقيف الوقائي الكامل وليس الجانبي أو الهامشي ربما هو مسلك
يلزم في ظل (انبعاج) الفكر وتعالي المنابر وكثرة التوافه من الناطقين وحياء الحياء منهم وترفعه عنهم ، لقد نطق الرويبضة وسقطت بعض الخُمر وأكلت دويبة الوهن درة عمر .. وقسم المجتمع إلى دولتين ، ذكر وأنثى ، وصورت الذكورية عظمى ظالمة محتلة والأخرى عالماً ثالثاً مستسلمة ، كبداية زرع لفتيل الفتنة والانفصال ليضعف بالانقسام فيسهل احتلاله واسترقاقه..
فمنذ أن ظهرت المناداة بحقوق المرأة وقد كان من أشهر الأحداث في العالم الإسلامي نزع هدى شعراوي حجابها وإصدار قاسم أمين كتابه (تحرير المرأة) ومرقص فهمي وكتابه (كتاب المرأة في الشرق) ، بدا الضعف يسري في البيت العربي المسلم فقد زرع الخلاف بين شقيه اللذين هما عماده ، وازداد تعميق هذاالفكر الذي طال عمر( نوال السعداوي) وهي ترأس اتحاد له في مصر وتعلمون تأثير مصر !
وكم نحن بحاجة إلى دور المرأة ليس للمرأة فقط بل حتى للرجال من أجل تقوية الحصن وليس ترقيعه ، فقد أصبحت المرأة في مجتمعنا متعلمة ومثقفة ومؤثرة والفرصة مهيئة ، ففي المدارس ومراكز التنمية ومراكز الأحياء وفي اللجنة الثقافية وفي الصحيفة ومواقع التواصل وفي المناسبات واللقاءات .. نحتاجك أيتها المعلمة وأيتها الناشطة والداعية وأيتها الفتاة الواعية ، في توعية وقائية وثقافة بنائية ، الأمن يتم بدوركم فالأمن الفكري منعة وعظمة (أحد .. أحد) لايخترق مجتمع بقوة عتاد وفكره محصن ، والمرأة قاعدة الجيل ومنشؤه .. نريد أن نكون قدوة ونريد أن يكون بناتنا وأبناؤنا فطنين، ليشمخ الحصن ضد كل باغ وطامع ، ولتستمر عجلتا دراجة الأسرة بمقود واحد .
أحمد مهنا الصحفي
مقالات سابقة للكاتب