سأبدأ المقال بهذا التساؤل : لماذا نحتاج للقدوة الحسنة ؟
حينما غزى فكر شبابنا في هذا الزمان الكثير من القدوات السيئة ( من خلال ما يبث في قنوات التليفزيون ، ووسائل التواصل الإجتماعي ، وغيرها كاللقاءات المباشرة مع بعض الشخصيات السيئة ) توجب علينا الحرص على عرض نماذج للقدوات المتحلية بالفضائل ليقتدى بهم ويعم الخير بين الناس ، والمتتبع للتاريخ يجد أن مثل هذه القدوات توفرت فيمن بعث من الرسل ومن تبعهم واقتفى اثرهم ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ) ثم توفرت في مجتمعنا الإسلامي على مدى التاريخ حيث كان نبينا المصطفى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ولايزال قدوة المسلمين ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) ، ومن بعده صحابته الكرام والتابعين ومن سار على نهجهم وإقتدى بهديهم على مر الأزمان ، كل ذلك للرقي بأخلاق المجتمع وتحسين سلوكياته ونشر الفضيلة وللنهوض بالمجتمع إيجابياً وحمايته من إنتشار الرذائل .
وحينما تتوفر في الأشخاص الصفات التالية :
– يؤمنون بالله وملائكته وكتبة ورسلة واليوم الآخر ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) .
– يقومون بالأعمال الصالحة وفق المنهج الرباني والنبوي : ومنها : ( عبادة الله ، وبر الوالدين ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) وصلة الرحم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ، والاعتدال في الإسراف وعدم التبذير ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } والمحافظة على الوقت فيما يفيد وفي الحديث الشريف ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه )….. إلخ )
– يتحلون بالأخلاق الحسنة : ومنها : ( خيرين مع أهل بيتهم وأولادهم ( بتوجيههم ورعايتهم ) ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) ، محافظين على حسن الجوار ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) ، متواضعين لينين ( فما وجد اللين في شيئ إلا زانه وما نزع من شيئ إلا شانه ) ….. إلخ )
– يخلصون للدين والوطن ( قولاً وعملاً ) ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) ، إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه قيل : وما إتقانه يا رسول الله ؟ قال : يخلصه من الرياء والبدعة.
– يحافظون على الآداب العامة : ومنها المحافظة على النظافة العامه ( وثيابك فطهر ) ( النظافة من الإيمان ) ، المحافظه على الممتلكات العامه وعدم العبث بها ، إتباع إرشادات المرور ، سفراء للوطن خارج حدودة ، محافظين على الآداب العامة في كل شؤون حياتهم ( ياغلام سمي الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) … إلخ
– موافقة أقوالهم لأفعالهم ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .. حينها يقال عنهم قدوات ..
وليس ماذكر هو كل شيء من صفات القدوات بل تطرقت للرئيسي منها بدأتها بالثوابت والمعتقدات ثم عرجت على ذكر بعض الصفات والتي أرى أن لها الدور الأبرز في تكوين القدوة.
فيا شباب الأمه لا تنقادوا دون إرادة ولا تفكير خلف أي قدوة؛ فقدوتك لا تحدد فقط مصيرك في الحياة الدنيا بل سيكون لها بالغ الأثر وبصورة أكبر على مصير حياتك الآخرة.
“همسه” :
لا تنهى عن خلق وتأتي مثله… عار عليك إن فعلت عظيم
محمد عطالله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب