لماذا ننطلق خلف الآخرين ونأتي بما سبقونا عليه وندعي أن هذا هو الصحيح ؟! .. لماذا نستهلك المستهلك ونبني الآمال تحت الأنقاض ؟! .. هناك أناس أبدعت في فكرها وبنت الحضارة عندما عادت إلى الأمانة ، وأنجزت عندما اجتهدت ، فلا يمكن أن تفكر خارج الصندوق بفكر من بداخله أو تصنع الفرق بمجرد فكرة أو تبدأ من حيث بدأ الآخرين وتدعي أنك ستتقدم عليهم !
هناك عبارات يتداولها الناس ويطلب بعضهم بعض التحلي بها ، فتجدهم يرغبون فالتفكير خارج الصندوق وهم بداخله أو بالعصف الذهني من دون أن يصقل ذهنه بالتجارب أو الاطلاع ولن يغرد خارج السرب من هو بداخله ..
تحتاج قبل أن تبدأ أن تقف على آخر نقطة وصل اليها الآخرين .. أن تطلع وتطالع ماذا حقق الآخرون وكيف وصلوا وماهي أسرار النجاح وكم استغرق ومن أين أتى هذا النجاح .. لتتجنب التكرار والفشل أو يقطعك سيف الوقت الذي من ذهب .
بالأمس اقرأ عن اجتماع المجلس البلدي بالمواطنين .. جميل هذا القرب . هذا الفكر .. هذا التواصل .. ولكن أن كان بأبجديات الحوار البناء وبحضور فكر النماء واتحاد المال مع أصول القرار واتخاذ راية التطوير على عاتق التكاتف من الجميع ، فمنهم من تحتاج منه المحافظة فكره ، ومنهم من تحتاج كرسيه داخل الإدارات الحكومية لتسريع الخدمات وتنويع الفرص الاستثمارية لتأهيل الأحياء وتطوير الأماكن الترفيهية واستدراج رؤوس الأموال لتدخل في معترك تطوير المحافظة .
نعم تبني التفكير خارج الصندوق وسيلة لكنه ليس الغاية أو الفانوس السحري الذي يحدث المعجزات .. أن التكاتف حول الرؤية وتبني الحلول مثل رؤية ٢٠٣٠ يحقق التطور عندما تواكب التصور بخطى الواقع وتلاحم الفرد مع المؤسسة .
خالد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب