ولد مستر «هُبَل» قبل ثلاث سنوات، وقد اختير له وصفًا رنانًا بحجم اسمه يلازمه، بل ويسبق اسمه ألا وهو “المدينة اللوجستية الشيطانية” وقد صاحب مناسبة المولود حالة صخب من الفرح والولائم وتوزيع الهدايا وبذخ السيارات وتذاكر الطيران، وسيل عارم من الوعود بالمزيد من العطايا والهدايا، والبشوت، وقطعان البعارين عندما يكبر المولود ويقف على قدميه ويبدأ يصرخ ويبطش.
**
هذا “برستيج” الاحتفال بشخص المصون؛ أما مايخص صفاته ومواصفاته وصولاته وجولاته فقد خُصِّصَ لها أبواق إعلامية خاصة محترفة تجيد صناعة الأساليب الدعائية والإعلانية، وتجيد استخدام “التايد” من أجل النظافة والغسيل وإزالة أي بقع. إعلامية مضادة قد تصيبه بداء الحكة والجرب!
**
فكانت اول بشارة إعلامية وهو في مهده هي طمأنة الناس وخاصةً أصحاب المساكن المجاورة بأن بشائر الخير قد هلت، وأن غمامة الفقر قد ولت، وأن على الناس الاستعداد لشغل الوظائف ونفض غبار الكسل.
**
وقد عزف المستفيد على نغمة الإقناع هذه كثيرًا، وجاهر بها مرةً، وخافت بها المقربون مرارًا وتكرارًا، وكان يأمل أن يرى الناس يتهافتون زرافات ووحدانًا مهنئين ومباركين له.
**
ولكن هيهات هيهات أن تنطلي على الأشاوس هذه الترهات وتلك الحِيَل.
فيا أيها السيد: أما كنت تعلم أنك وطأت عرين الأسود؟
أما كنت تعلم أن الأعين كانت تلازمك وترصد حتى ظلك؟
أما كنت تعلم أن الأسود تعرف متى تنقض على فريستها؟
**
أعتقد أنك غامرت كثيرًا وجازفت كثيرًا، ودفعت الثمن غاليًا.
وأعتقد أن أقرانك (ود ويغوث ويعوق ونسرا) وجميع أشباهك من الأنصاب والأزلام قد استوعبوا الدرس جيدًا.
**
أمّا أنت فقد مت؛ متّ كما تموت أكابر الشياطين وصناديد البلايسة؛ موتةً أبديةً، فلا رحمة ولا شفقة ولا عزاء لك.
سعيد عناية الله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب