لا تستغرب فكل منا عنها يعرب، هي أطلت برأسها ولم تجد مكاناً تنشر فيه بأسها وحمقها، أدالت علينا ثلاث عجاف كنا بين مصدق وواهم حال بينه وبين الرؤية الصحيحة بعض الدراهم وهي لجروح الدهر مراهم، ومكذب لها وعن ساعد الجد مشمر.
لك الحمد يا رب، فأقل نعمك تستغرق أكثر الشكر ويقصر عنها لسان يلهج بالذكر، ابتلي القوم في مسقط الرأس برزية فيها شدة وبأس ستهجر الأخضر البهيج بعتاد من حجر وحديد، وركبهم همُ الخلاص، وجعلهم يضربون أخماسًا بأسداس، فهي تزيد من يابسة المكان الذي رتع الأجداد في رياضه، وقطف الأحفاد من ثماره.
طول البقاء، ودوام النعماء هما أساسا بنيان التقوى لله من الذنوب والتقرب إليه بإدخال السرور إلى القلوب، طاف المشمرون زرافات ووحدانًا على كل من كان صوت الحق له ميدانًا، فالتقوا بالأمين ثم بالوكيل مرات ومرات، ثم بالوزير تارة وبقية الإدارات تارات، لكنها الصعاب لا تذلل إلا برحمة رب الأرباب، ثم بعزيمة الرجال الصناديد عنوان الثقة والرأي السديد.
كلما ابتعدوا قسراً عن قضيتهم حنوا إليها كحنين الإبل، وركبوا خيول الأمل ركضاً نحول منصات التفاؤل بخلاص قريب من بلية ساهم بجلبها نفر من القلوب قريب، لعل الله يهدي من أضل ويضفي ستره الأجل، ويعفو عن الزلل.
ولأن رحمة الله قريب من المحسنين؛ جاءت البشرى على ظهر براق حمل معه تباشير الفرج، لقد من الله على الجميع فكانت صبيحة الخلاص فهم كالبنيان المتراص، فأرسلنا ركاب الشكر تمنح كل من شارك في إزالة الغمة، وكان من أهل الهمة “كرت” شكر وعرفان وقبلة على الرأس الذي لم ينحني أمام الضغط والطغيان كتبنا فيه:
إلى أهلنا في محافظة «خليص»؛ عمدتها ومشائخها وأعيانها وشبابها وأهلنا خاصة في «غران» العز، شبابها ومشائخها وأعيانها، نقول لهم جميعاً: شكراً لكم فقد كنتم على الموعد، وجاء الله بالفتح على أيديكم، وكنتم سبباً في إزالة الأذى عن المسلمين الآمنين، لعل الله يكتب أجركم جميعاً ويجزيكم الجنة كما جزى الرجل الذي أماط غصناً من الشوك عن الطريق.
محمد سعيد الصحفي – الكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب