الوقفة الأولى: الإلتزام بالإعداد الجيد والتخطيط المسبق للرحلة بفترة طويلة بدءً من تحديد وقت الإجازة مبكراً ثم حجز الطيران والفنادق وتأجير السيارات وأخيراً شراء الملابس وبعض الاحتياجات …. تخطيط يفوق استعدادتنا لاستقبال مناسباتنا العامة كالاعياد أو الخاصة كالزواجات .. هذا أمر ملاحظ وهو إيجابي ولكن يدخل في موضوع الإزدواجية كما سنبين لاحقاً.
الوقفة الثانية:السفر عند أغلبنا ليس من أجل الاطلاع على ثقافات الشعوب والمجتمعات الأخرى ومدى تطورها واكتساب مزيد من المعارف والعلوم والثقافات والتجارب والتفكر في آيات الله ﻻ. ليس من أجل ذلك بل لمجرد السفر بذاته وغيرة من الغير و إرضاء للعائلة والأبناء وطلبا للأجواء الباردة والمناظر الطبيعية الخلابة والتجول بالأسواق و شراء المزيد مما ﻻ حاجة لنا به .
الوقفة الثالثة:إذا وصلنا بلداً من البلدان فإننا للأسف ﻻ نزور متحفاً وﻻ مكتبةً وﻻ مدرسةً وﻻ كليةً وﻻ جامعةً وﻻ مصنعاً وﻻ دار نشر وﻻ نهتم بارتياد المعارض ذات التوجة التعليمي أو التثقيفي ، وإن مررنا بها كنا ك عابر سبيل ليس لنا بها حاجة وﻻ نوليها اهتماماً.
ا
لوقفة الرابعة:نلتزم بالنظام وتحترم القوانيين ونمشي على الصراط المستقيم ونحن فخورين بذلك ونثني على ذلك البلد ونظامه وﻻ نرمي من نوافذ سيارتنا ورقة وﻻ عقب سيجارة وﻻ نترك بقايا اطعمتنا وﻻ مخلفاتنا خلفنا في أماكن جلوسنا بالحدائق أو غيرها. نهتم بذلك ونعلم الأبناء ونحثهم عليه وربما عاقبنا منهم من يخالف هذا النظام .
الوقفة الخامسة: نلتزم بالطوابير الطويلة في سيارتنا أو راجلين على أقدامنا ونتقيد بنظام السير والمرور بكل حذافيره ونحترم نظام الرصد الآلي وكاميرات الطرق والشوارع .. بل ونشيد بهكذا نظام !
الوقفة السادسة: ﻻ نتذمر وﻻ نعاتب وﻻ نطالب ولا نتهم أحداً بقصور وﻻ نلتفت لعورات النظام وﻻ لقصور أي دائرة خدمية … فلا ترى عيوننا إلا كل جميل و تنبهر بكل إنجاز ، وتغمض عن كل قصور أو خلل وكأن حالها يقول.
عين الرضا عن كل عيب كليلة … كما أن عين السخط تبدئ المساويا.
الوقفة السابعة: ننفق بسخاء وندفع بالعملة الصعبة لخدمات ومشتريات أضعاف أسعارها في بلادنا … ندفع بطيب نفس سواء في المطاعم أو المواصلات أو الملاهي أو الأسواق ولا نشتكي !
هكذا نحن أو بعضنا خارج بلادنا حتى يخيل إليك أننا أناس آخرين و تنكر من تعرف و يختلط عليك الأمر ! مجتمع مرتب منظم مخطط متقيد بالنظام مرحباً به ، غير متذمر وﻻ ساخط ، متقبلاً لدفع الرسوم و الضرائب حتى على مواقف السيارات واستخدام دورات المياة . يدفع بلا علامات تعجب !! وﻻ استفهام ؟؟. بل في كثير من الأحيان يقرنها بابتسامة جميلة كجمال الطبيعة . ونظرة رضا وتقبل تقول ﻻ تثريب عليكم.
حتى إذا ما انقلبنا إلى ديارنا وعدنا إلى أوطاننا خاوية جيوبنا منهكة أجسادنا و وطئت أقدامنا ترابها ، انقلبنا من حال إلى حال ، من عالم الرضى إلى السخط ومن الإعجاب إلى العتاب ومن النظام إلى الفوضى .. فلا ألتزام بالنظام ولا التقيد بالقانون ولا احترام لحقوق الآخرين ولا تخطيط ولا ترتيب أو تنظيم في كل مجالات حياتنا ! …. فلما هذه الازدواجية .. ياهذا ؟؟
نعم هذا لا يعمم على الجميع ولكنه حال الأغلبية الساحقة بكل أسف .. فأين ذهبت دروس السفر ؟! لماذا لا نطبق ما تعلمناه ومارسناه وأعجبنا به هناك ؟! هل الخلل فينا ؟ أم في البيئة؟ أم في النظام ؟ أم في الآخرين ؟! أين يكمن السبب يا ترى ؟