العائدون من السفر وازدواجية المعايير

في كل عام تحط طائراتنا في مطارات معظم عواصم ومدن العالم صيفاً وعلى متنها أفواج بشرية اعتادوا السفر ليس للتجارة وﻻ لطلب العلم وإنما للسياحة وهرباً من حرارة الصيف الشديدة وهم كثر وفي تزايد مستمر لدرجة خلو بعض الاحياء من أهلها إلا قليلاً. وهذا واقع ليس لنا إعتراض عليه فهو يقع تحت مظلة الحرية الشخصية ولكن الملفت للنظر هي اختلاف الصورة وازدواجية المعايير في السلوك بين الداخل والخارج نوجزها في ست وقفات:
الوقفة الأولى: 
الإلتزام بالإعداد الجيد والتخطيط المسبق للرحلة بفترة طويلة بدءً من تحديد وقت الإجازة مبكراً ثم حجز الطيران والفنادق وتأجير السيارات وأخيراً شراء الملابس وبعض الاحتياجات …. تخطيط يفوق استعدادتنا لاستقبال مناسباتنا العامة كالاعياد أو الخاصة كالزواجات .. هذا أمر ملاحظ وهو إيجابي ولكن يدخل في موضوع الإزدواجية كما سنبين لاحقاً. 
الوقفة الثانية:
السفر عند أغلبنا ليس من أجل الاطلاع على ثقافات الشعوب والمجتمعات  الأخرى ومدى تطورها واكتساب مزيد من المعارف والعلوم والثقافات والتجارب والتفكر في آيات الله  ﻻ. ليس من أجل ذلك  بل لمجرد  السفر بذاته وغيرة من الغير و إرضاء للعائلة والأبناء وطلبا للأجواء الباردة والمناظر الطبيعية الخلابة والتجول بالأسواق و شراء المزيد مما ﻻ حاجة لنا به .
الوقفة الثالثة:
إذا وصلنا بلداً من البلدان فإننا للأسف ﻻ نزور متحفاً وﻻ مكتبةً وﻻ مدرسةً وﻻ كليةً وﻻ جامعةً وﻻ مصنعاً وﻻ دار نشر وﻻ نهتم بارتياد المعارض ذات التوجة التعليمي أو التثقيفي ، وإن مررنا بها كنا ك عابر سبيل ليس لنا بها حاجة وﻻ نوليها اهتماماً. 
الوقفة الرابعة:
نلتزم بالنظام وتحترم القوانيين ونمشي على الصراط المستقيم ونحن فخورين بذلك ونثني على ذلك البلد ونظامه وﻻ نرمي من نوافذ سيارتنا ورقة وﻻ عقب سيجارة وﻻ نترك بقايا اطعمتنا وﻻ مخلفاتنا خلفنا في أماكن جلوسنا بالحدائق أو غيرها.  نهتم بذلك ونعلم الأبناء ونحثهم عليه وربما عاقبنا منهم من يخالف هذا النظام .
الوقفة الخامسة: 
نلتزم بالطوابير الطويلة في سيارتنا أو راجلين على أقدامنا ونتقيد بنظام السير والمرور بكل حذافيره ونحترم نظام الرصد الآلي وكاميرات الطرق والشوارع .. بل ونشيد بهكذا نظام !
الوقفة السادسة: 
ﻻ نتذمر وﻻ نعاتب وﻻ نطالب ولا نتهم أحداً بقصور وﻻ نلتفت لعورات النظام وﻻ لقصور أي دائرة خدمية … فلا ترى عيوننا إلا كل جميل و تنبهر بكل إنجاز ، وتغمض عن كل قصور أو خلل  وكأن حالها يقول.  
عين الرضا عن كل عيب كليلة … كما أن عين السخط تبدئ المساويا.
الوقفة السابعة: 
ننفق بسخاء وندفع بالعملة الصعبة لخدمات ومشتريات أضعاف أسعارها في بلادنا … ندفع بطيب نفس سواء في المطاعم أو المواصلات أو الملاهي أو الأسواق  ولا نشتكي !

   هكذا نحن أو بعضنا خارج بلادنا حتى يخيل إليك أننا أناس آخرين و تنكر من تعرف و يختلط عليك الأمر !  مجتمع مرتب منظم مخطط  متقيد بالنظام  مرحباً به ، غير متذمر وﻻ ساخط ، متقبلاً لدفع الرسوم و الضرائب حتى على مواقف السيارات واستخدام دورات المياة . يدفع بلا علامات تعجب  !!  وﻻ استفهام ؟؟. بل في كثير من الأحيان يقرنها بابتسامة جميلة كجمال الطبيعة . ونظرة رضا  وتقبل تقول ﻻ تثريب عليكم. 

   حتى إذا ما انقلبنا إلى ديارنا وعدنا إلى أوطاننا خاوية جيوبنا منهكة أجسادنا و وطئت أقدامنا ترابها ، انقلبنا من حال إلى حال ، من عالم الرضى إلى السخط  ومن الإعجاب إلى العتاب ومن النظام إلى الفوضى .. فلا ألتزام بالنظام ولا التقيد بالقانون ولا احترام لحقوق الآخرين ولا تخطيط ولا ترتيب أو تنظيم في كل مجالات حياتنا ! …. فلما هذه الازدواجية .. ياهذا ؟؟

نعم هذا لا يعمم  على الجميع ولكنه حال الأغلبية الساحقة بكل أسف .. فأين ذهبت دروس السفر ؟! لماذا لا نطبق ما تعلمناه ومارسناه وأعجبنا به هناك ؟! هل الخلل فينا ؟ أم في البيئة؟ أم في النظام ؟ أم في الآخرين ؟! أين يكمن السبب يا ترى ؟

 

مقالات سابقة للكاتب

9 تعليق على “العائدون من السفر وازدواجية المعايير

ايجابي

أخي
مايمارس الآن من صور السفر هو عبث يمارس بلا وعي ( وجهة نظر ).
اما الازدواجية فعائدة لقوة القانون هناك وغيابه بشكل كامل هنا . وهي ازدواجية مقيته لا تليق بانسان يحترم نفسه .
وننتظر من جميع الإخوة المسافرين أن يبينوا وجهة نظرهم هنا .

ابو احمد

تطبيق العقوبه لاغير .وكل القادمين من البلدان المختلفة الثقافات
الينا لايبالون في تصرفاتهم ﻹنعدام القانون والعقوبه..هكذا اﻹنسان
يتلون حيثما حل حسب النظام وتطبيقه…الا القليل وهم الذين تنبثق
تصرفاتهم من تربيتهم وما اعتادوا عليه.

مصهلل

للاسف كل ماتم ذكره له مسببات واضحه جليه
فعلى سبيل المثال في الوقفه الاولى تم ذكر التخطيط المسبق وكأنه بمقدورنا الدخول على الويب سايت وفتح موقع يختص ببيوت الشفا او السوده وحجز مانشاء منها اما مايخص حجز الطيران او تحديد موعد الاجازه فحاله كحال السفر للخارج.
الكل قبل سفره يذكر السبب الرئيسي ( تغيير جو ) يعني هاج من حرارة الشمس وليس لزيارة المكتبات وغيرها علما ان الانترنت وفر عناء السفر فتستطيع من خلاله التثقف وووو
اما مايخص احترام النظام والقوانين لأن الجميع متقيد بها ولا يوجد اي تفرقه بين وزير وخفير كما ان الخوف من المجهول في حال وقعت عليك اي مخالفه فلا تعلم نظام هذه البلد ومن المؤكد استغلالك وابتزازك وقتها
كما ان اغلب الدول تهتم بأنظمتها ونظافة شوارعها والكل يعمل بكل اخلاص ولك ان تتخيل لو كان هناك اهتمام من جميع انظمة الدوله وتفانيها بحجم نظام ساهر
فبكل تأكيد سنكون نموذجا يحتذي به العالم اجمع
ذكرت اننا ندفع بالعمله الصعبه واستغرب هل ندفع في بلد مثل النمسا بالريال مثلا
واخالفك في فرق الاسعار فهناك اسعار مميزه وجودة منتج
وعندما نمدح البلد الفلانيه فثق ثقه تامه انهم سبقونا بملايين الخطوات نحو التقدم والتطور
اسمح لي تحاملت على ابناء مملكتنا المضغوطين طوال العام والراغبين في الراحه والاستكنان

امرأه من هذا الزمن

جميل هذا المقال كجمال روعة واسلوب الكاتب
.. ايضا اضيف انه عندما نذكر فوائد السفر فياحبذا يكون من بينها ان نتعلم عندما نعود الى ديارنا ان نعود ونحن محملون بالدروس والعبر سواء كنا في زيارة بلداناا تفوقنا تقدما او تنقصنا ذلك.. جميل كل ماذكر وواقعي جدا..
مع هذا اود ان اقترح من مؤيدي السياحة الداخلية انشاء فريق عمل يحث على السياحة الداخلية.. منوط لأعمال وهي #
اول اعماله هي تفويض المواطنين لأخذ دورات في الخارج في الصيف لمدة اسبوعين فقط لكل عائله على ان يعودو مكتسبين لمهارة التعامل مع المرافق العامة .. وماادراك ما المرافق العامة ..في بلاد الخارج يتم دفع ظريبة على قضاء حاجتك أبضأ فمن من باب حرصك على ثمن ذلك فانك تحافظ على المكان نظيفا لانك دفعته من جيبك..
اما في بلادنا فحدث ولاحرج ..كل شخص يستخدم وكأن المكان كتب عليه للاستخدام الشخصي لمرة واحدة فقط… خاصة نحن معشر النساء
والله العظيم انني استحي ان ينتقدنا الاجانب في بلاد الحرمين على حجم القذارة وحجم التخلف وحجم الامبالاه… هذا وماخفي كان اعظم من قذارة اماكن الجلوس والتنزة
الا تعلم يا استاذ احمد لماذا الازدواجية ؟؟
بل لماذا التناقض …
نحن للاسف شعب تنقصنا الوطنية بكل ماتحمل الكلمة من معاني

هذا هو سبب الازواجية واللامبالاه والتناقض … الكل يتذمر والكل يقدر بلاد الاجانب تبعا لاحترامهم لبلدهم

لانهم يحترمون بلدهم فبالتالي نحن نحترمها معهم لا أكثر
لأنهم يشعرون بالوطتية تجاه مرافقهم وتجاة خيرات بلادهم فنحن نحاكيهم الشعور….

انظر إلينا … من نحن .. ماهو وطننا يالنسبة لنا
انه مجرد يوم وطني نحتفل به كل عاام وحسب ويتحفل معنا المقيمون في بلادنا تأزرا معنا لاةاكثر ..
ماذا لو كنا.. نشتشعر بها … ونشعر يأن المسجد لنا ونحافظ عليه .. والمرافق العامة بيوتنا … ونحافظ عليها

اليس للمقيمين ايضا ان يحترمو بلادنا او يفسدو فيها كمانفعل…
لو اردت اجابة على سؤالك بكلىاختصار لقلت…
سبب الازدواجية…..هي اللا وطنيةقط..

أبو سعود

موضوع جاء في وقته
شي يحز في النفس أن نكون في بلادنا نمارس التخلف بكل أشكاله
ولما نسافر نكون مؤدبين وملتزمين لماذا لا نلتزم أيضا في بلادنا
بتصرفاتنا الهوجاء شوهنا ليس فقط صورة بلادنا ولكن صورة الإسلام :(
حسبنا الله ونعم الوكيل

ايجابي

معشر الإخوة :
ليتنا نكون جزءً من الحل بدلاً من أن نكون جزءً من المشكلة . اقترحوا حلولا لعلها تلامس آذاناً صاغية .

الدكتور

خي ابو عبدالله
رغم انني كرهت هذه الألفاظ ازدواجية . معايير . ايدلوجية.
كلام نصفه لا نفهمه و النصف الاخر لا يفهمنا..
اما عن سياحة ربعنا و الله انها شمالا و هم اقصى الشرق و لا واحد يروخ سويسرا يشيل معاه دقيق و رز و تونه . او الثاني معاه قدر ضغط يزبط الكبسة تحت اشجار زيلامسي و لا ننسى الدلة المبهرة بالهيل و العويدي ….بالله هذه سياحة …للحديث بقية لان النوم كبس علي و بكرة وراي سفر للحبشة باشتري بن

رامز العلالي

الموضوع مايحتاج ياعزيزي …. ( طبيعة بشرية)
تصرفك في بيت صديقك وأنت ضيف عنده
كتصرفك في منزلك

عبدالرحمن

موضوع جميل ابو عبدالله وياليت كنت وضحت بعض الامور منها على سبيل المثال:
1-حكم السفر الى البلاد غير الاسلامية وبينت راي علمائنا في هذا الشأن
http://www.saaid.net/mktarat/egazh/30.htm

2-النصح لاخواننا المسافرين بالتوجه للبلاد الاسلامية ففيها الغنية عما يبحثون عنه في البلاد غير الاسلامية
3-كنت اتمنى لوعرجت على الالتزام بالزي الاسلامي اينما حل المسلم والمسلمة حتى يكون عنوان لنا فهو الذي يميزنا هن باقي شعوب
سكان الكرة الارضية
وفقك الله يااباعبدالله والصحيغة فعلا متألقة بادارتك لها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *