من اللحظة الأولى للمقاطعة الخليجية العربية لسياسة قطر عبر الوسائل المشروعة والسلمية حتى انطلقت أبواق الشر أفراداً وجماعات ، وتصاعد دعاة الإفك وأهل الباطل من أعوان الشر إلى السطح تدفعهم قواسم الفساد ونشر الباطل لبث السم وسط الأمة ، للمحافظة على آخر معاقل الفساد والشقاق والنفاق فلا تكاد ترى بزوغ باطل إلا ومدته ، ولا هارب من القانون إلا و آوته ، لاستهداف موطن الاعتدال وعلى رأسها بلاد الحرمين ذات القيمة الكبيرة – ليست فقط في الخليج بل على مستوى الدول العربية والإسلامية والعالم – ليكون الهدف الأول من هذا الشر .
ليس التصعيد الذي يمارسه الساسة القطريين والإعلام القطري بكل أشكاله الرسمية وغير الرسمية ومحاولة تصويره للمقاطعة الخليجية على أنها حصار وهي ترتمي في حضن إيران العدو الحقيقي للخليج والعرب ، وتصافح إسرائيل بيدها الأخرى هي النجاة ، وفي تصور منهم إن تلك الأكاذيب تغير الحقائق التي مارستها وتمارسها من التدخل في الشؤون الداخلية بأذرعها المختلفة ، وزرع الفتن وتبني الإرهاب داخل الأراضي الخليجية والعربية .
عقدين من الزمن تستقطب فيها قطر كل منفي وتحتوي من يكن العداء لجيرانها وأشقائها الخليجيين قبل العرب في خروج على الأدبيات والأعراف السياسية ، فـ فجأة تحولت صحفها وإعلامها إلى مايشبه المنتديات الإلكترونية؛ التي تعمد إلى الإساءات الشخصية بلغة مبتذلة.
بقي أن نعرف .. حين يضع الوهم صاحبه في أن يكون أكبر من حجمه ، وتزين له الشياطين خيانة إخوانه وأنها حق شرعي ، وتزين له أن القوة في البعد عن الحليف الاستراتيجي وتضمر له العداء بحجة رفض الوصاية؛ تكون الخسائر كتلك التي أشعلت دول عربية من حولنا تنفطر لها قلوب المسلمين كل يوم .
خالد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب