ليوم العيد طقوس جميلة ، واحتفال مهيب …
ولليلته نسيم وعبير وفرح وبهجة وروحانية تخالط النفوس…
ففي ليلة العيد يتم استقباله بالتكبير وشوق الانتظار ، وتزدان البيوت بأبهى حلتها استعداداً للزائرين والمهنئين ، ويستقبل الناس صلاة العيد بالجديد والجميل من الثياب.
يتصافحون وقد علت وجوههم البسمات، فلا طريق للحزن، ولا محل للقطيعة ..
والعيد نافذة نحو التجديد للأفضل ، ففي العيد تجديد للنفوس بالأمل والتفاؤل ، فليس به مكان للعبوس ، ولا لتصنع الألم، وتذكر المصائب.
العيد صلة وتواصل، ولا يكتفى بين الأقارب التهنئة بالرسائل .. العيد فرصة لتجديد العلاقات الاجتماعية التي غابت أو تأثرت.
وتتجدد بالعيد المودة والعلاقات، فسامح واعف واصفح وبادر بعبارات التهاني، فاليوم يوم الصفاء وموعد النقاء.
ولمن ظل طول عامه يعيش الهموم، اليوم فجر جديد نحو تبدل الحال، فالصبر دواء، والطمأنينة سلوان، والفرج ستشرق شمسه، والهم يزول، والمرض يشفى والدين يقضى، والآمال ستتحقق بإذن الله.
وكان بعض الشعراء قديماً يستغلون لحظات ابتهاج الولاة بالعيد فيقدمون لهم التهنئة والمدح أملاً بالعطاء، فهذا أبو الطيب المتنبي يهنيء سيف الدولة بالعيد قائلاً :
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده *** وعيد لكل من ضحى وعيدا
فهاهنا يكيل المتنبي المديح للحاكم ، ويقول له أنت العيد الحقيقي وأنت عيد لكل من ضحى وعيد ، و(هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده) ، عبارة يستحق كل غالٍ لدينا أن نقولها له، فوجودهم هو العيد الحقيقي.
وبالعيد تتجدد معاني الانسانية، فقريب تصله، ومريض تزوره، وجار تعايده، وفقير تتفقده، وصديق تسأل عن أحواله.
وبهجة العيد تتيح للإنسان أن يتحلى بكريم الصفات، وتطرد ما دونها من صفات سيئة.
إنه العيد مدرسة في التجديد … كل عام وأنتم بخير.
د. مشعل حسن القريقري
مقالات سابقة للكاتب