بشَّر وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل القيادات التربوية بأكبر نسبة تحفيز يشهدها التعليم في السعودية، ستُعلن قريباً، شعارها “أبدع تُكرَّم”. مبيناً أنه سيستفيد منها المبدعون من جميع العاملين التربويين، وفي مقدمتهم مديرو التربية والتعليم ومساعدوهم وجميع القيادات التربوية والمعلمون ومن في حكمهم، وذلك وفق نظام تحفيزي، يجري الإعداد له باهتمام كبير.
جاء ذلك خلال رعايته اليوم اجتماع قيادات العمل التربوي بجدة لمناقشة استعدادات الإدارات التعليمية لبدء العام الدراسي المقبل 1435هـ/ 1436هـ.
وخلال الاجتماع ألقى الأمير الفيصل كلمة، نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتمنياته – يحفظه الله – بأن يوفق الله التربويين والتربويات في مهمتهم الجليلة، ويعينهم على أداء الرسالة التي يحملونها للوطن والمواطن، كما نقل تحيات سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، وتقديرهم جميعاً للدور العظيم الذي يقوم به التربويون والتربويات لتربية وإعداد الجيل.
وقال الوزير: “المسؤولية جسيمة، والمرحلة استثنائية، وأنتم أهل لها. ولطالما أكدت مراراً أن المواطن السعودي إنسان مبدع إذا أتيحت له الفرصة، وها هي الفرصة تصل إلينا جميعاً، رجالاً ونساء، بوصولنا إلى سدة المسؤولية، كل بحسب موقعه. وعلينا أن ننتهزها، ونقدم أفضل ما لدينا لوطننا؛ إذ يمر الوطن اليوم بمرحلة تحول إلى مجتمع المعرفة الاقتصادي؛ وهذا يحتاج إلى إعداد كبير جداً؛ لنكون في مصاف الأمم التي سبقتنا في بعض جوانب الحضارة والعلم والمعرفة، ولكن لا مستحيل أمام الإدارة والإرادة بعد توفيق الله”.
وأضاف: “نبدأ هذا العام على بركة الله بتفكير جديد وأسلوب جديد؛ ذلك أننا لسنا بمعزل عما يتخذ في الوزارات الأخرى. نحن جزء من كل، ويجب أن نعي جيداً أهمية المرحلة التي نعيشها، والتي تعتمد بشكل كبير على التكامل في سبيل تحقيق أهداف كبرى؛ لذلك بنينا شراكات استراتيجية مع وزارات مهمة كوزارة العمل، من أجل المواءمة بين ما نقدمه في مدارسنا وحاجة سوق العمل، ووزارة التعليم العالي التي ترتبط بالتعليم العام بعلاقة وثيقة من حيث المخرجات، وتأهيل المعلمين الأكفاء، ووزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب ومشروعنا المشترك للنهوض بثقافة الجيل”.
وأشار إلى أن الشراكة مع القطاعات الخدمية كافة مطلب مهم وحيوي “نهدف منها إلى تأهيل الإنسان السعودي. وكثيراً ما أشرت إلى أننا في السعودية أصحاب رسالة، ورسالتنا أن نثبت للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان”.
واستطرد قائلاً: “نحن في التعليم مسؤولون عن أهم عنصر من عناصر الاستعداد لمستقبل البلاد، وما نفعله الآن هو ما سوف يجنيه الوطن بعد سنين؛ لذلك فإننا لا نستعد لسنة مقبلة، إنما نستعد لمستقبل واعد، ونستعد لنقلة حضارية ومرحلة جديدة بالكلية”.
وقال الأمير خالد الفيصل: “إن التعليم ليس سلطة، التعليم واجب، فأنت تعطي التعليم نفسك، وتعطيه عن بذل وعطاء، وهنا أنت لا تكسب كسباً مادياً، أنت تشعر بواجبك نحو الله، ثم وطنك ومستقبله؛ لأن هؤلاء في المدارس هم أبناؤنا وبناتنا، فكيف نريد أن يكون أبناؤنا وبناتنا؛ وبالتالي كيف نريد أن يكون عليه وطننا؟”.
وتابع: “وهذا الواجب ينعكس على أدائنا في هذه الوزارة، فنحن بصدد مشروع تطويري كبير (مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم) وبرنامجه التنفيذي، وتوجيه الملك واضح للرقي بمستوى الإنسان السعودي، وهذه الأرض المباركة؛ ولهذا قدمنا له -حفظه الله- برنامجاً تنفيذياً، ودُرس وحظي بموافقة سريعة؛ ما يدل على إصرار القيادة على تطوير التعليم في أسرع وقت وبأعلى جودة؛ ليصل التطوير إلى جميع عناصر العملية التعليمية، بوصف التعليم منظومة متكاملة؛ لا يمكن أن يتم تطوير عنصر بمعزل عن الآخر”.
واستطرد: “بل لا بد أن يتم التطوير بالتوازي؛ ليشمل: المعلم، الطالب، المدرسة، المنهج، النشاط، التقنية والإدارة. مع الأخذ في الاعتبار أن العنصر الرئيس في هذه المنظومة هو المعلم؛ إذ يجب أن يُعطى الاهتمام الكافي، وأن يُكرم، وأن تكون له هيبته ومكانته في مدرسته وبين طلابه، وأن نعينه على أن يكون قدوة حسنة، متمكناً من مهنته، قادراً على تحمل المسؤولية، قادراً على إيصال المعلومة والمهارة والقيمة إلى ذهن الطالب؛ لتكون سلوكاً وعادة حسنة في حياته العامة، وأن يكتشف الطالب قدراته وميوله وهواياته، ويجد أي الطريق أفضل لمستقبله”.
وأشار الأمير خالد الفيصل إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين وتحذيره -حفظه الله- من “الكسل والصمت”، بوصف الكسل طريقاً للإهمال وعدم تحمل المسؤولية، “والصمت” عن الخطأ والسلبية في محاربة الأعمال السرية التي تُحاك بالجيل والوطن.
وقال: “لا بد من أن نكشف عن الأعمال السرية ونحاربها. أما أن نرى الخطأ ونسكت عنه فهذا تواطؤ ومشاركة في الجريمة. ويجب ألا تثنينا محدودية تلك الحالات عن كشفها ومحاربتها بكل الطرق”.
وكان نائب الوزير لشؤون تعلين البنين الدكتور حمد آل الشيخ قد ألقى كلمة ترحيبية في بداية اللقاء، أشار فيها إلى أن من فضل الله تعالى أن هيأ لهذه البلاد قيادة مؤمنة وحكيمة، وشعباً وفياً مخلصاً، فكانت السعودية بإيمانها وشموخها واعتدالها ونهجها القويم.
ووجَّه آل الشيخ شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين على ما أولاه ويوليه لقطاعات التنمية البشرية والتعليم من اهتمام ودعم ورعاية، مشيراً إلى أن اختياره للأمير خالد الفيصل لقيادة مسيرة التربية والتعليم دلالة على ما يعنيه التعليم وما يمثله من أولوية في منظور الملك وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله. كما تأتي موافقة خادم الحرمين الشريفين على البرنامج التنفيذي لدعم أهداف مشروع الملك لتطوير التعليم لتؤكد ذلك الدعم وتعززه.
وأضاف: “جهود سمو الأمير خالد الفيصل، بدءاً بتبني البرنامج التنفيذي، والإشراف على تفاصيله وعمومياته، ومتابعاته والإشراف على تنفيذه، مروراً بالحرص على العمل الإبداعي، ودعم كل فكرة تحقق التطوير، وعناية سموه على مستوى الإدارة بدعم المتميزين والأكفاء واستنهاض الهمم وتشجيع الفكر النيّر، وجعل وزارة التربية منظمة كفؤة، يكافَأ فيها المجد، ويُحاسَب فيها المقصر، ويعزَّز فيها الإنجاز، وتُصلح الأخطاء، ويقوَّم الاعوجاج، وانتهاء بمتابعته المستمرة، ووقوفه على الجوانب الصغيرة والكبيرة في الاستعداد لبدء عام دراسي متميز.. كل ذلك يترجم تلك المعاني العميقة والتطلعات الكبيرة التي أطلقها سموه الكريم في أول اجتماع له في الوزارة، حين عبَّر عن تطلعات عليا، تجاوزت مجرد إصلاح العمل التطويري والإداري والتربوي إلى آفاق رحبة، نثبت فيها للعالم قدرتنا على تقديم الإسلام ديناً صالحاً لكل زمان ومكان، ونصل فيها إلى الريادة المستحقة لهذا البلد العظيم”.