يحل على خليص هذه الأيام محافظها الجديد الأستاذ فيصل الحازمي الذي نرحب به ونتمنى له التوفيق والسداد في مهمته الجديدة.
إن محافظة خليص وهي ذات الموقع الاستراتيجي المهم والإرث التاريخي الكبير والتنوع القبلي الفريد عانت ولا زالت تعاني من الترهل الإداري الذي جمد دم التطوير والتحديث في جسم هذه المحافظة المظلومة.
نعم أقول مظلومة يا سعادة المحافظ، وسترى الظلم الذي عانت منه هذه المحافظة منذ عشرات السنين بأم عينك إن نظرت بنظرة فاحصة وأنت ذلك الإداري الخبير في هذه الأمور.
لا تستمع يا سعادة المحافظ لمن يروجون للكوليسترول، والذين سيأتونك تباعا وهم يجرون مشالح الزعامة الفضفاضة وليس همهم إلا “لك واجب عند جماعتي القبيلة الفلانية” ؛ ذلك أنهم لا يريدون إلا سمعة بين مجتمعهم وحكاية يمضغونها لبعض الوقت بعيدًا عن مصلحة خليص.
لا تصدق يا سعادة المحافظ ذلك المدير الذي يأتيك مباركا ويقسم لك أن دائرته التي يمسك بزمامها أصبحت تضاهي الإدارات في أرقى المدن.
لا تصدق وأنت الخبير المحنك ذلك الذي يأتيك ويزعم أن المحافظة بخير ويجب أن نحمد الله على الأمن والأمان ـ وهي نعمة تستحق الشكر ـ ولكنها كلمة حق لتغطية حاجات المحافظة.
هل تعلم يا سعادة المحافظ أن مستشفى محافظة خليص أصبح اسمها مستشفى الحوادث؛ ذلك أنها تستقبل أكثر من ألفي حادث في السنة ؟! وبذلك تخرج من خدمة المحافظة وسكانها!
هل تعلم أن جامعة خليص التي تقبع خلف الكثبان ليس لها من خليص إلا الاسم فقط ولا طريق مباشر لها ؟! ربما من قلة الأراضي الصالحة بخليص؟! وسترى كم من عشرات الكيلوات التي كانت مهيأة لاستقبال الجامعة ولكن لم يحدث ذلك!
هل تصدق يا سعادة المحافظ أن خليص هي الوحيدة بين المحافظات التي تحرم من الاحتفال بالأعياد؟! وإن حصل واحتُفِل باليوم الوطني فمن باب “الكلفتة”.
ماذا أقول وماذا أكتب؟! هل تعلم يا سعادة المحافظ أن هناك إدارات في محافظة خليص لا تعرف الناس عنها إلا اللوحة الخارجية فقط؟! ولم يرَ المواطن أي إنتاج أو جهد لها.
كيف بك يا محافظ خليص وأنت تدخل لتلك المؤسسة الحكومية فتسقبلك رائحة الدخان الذي يعج في المكاتب، ومكاتب أخرى خاوية على أوراقها وعندما تسأل عن الموظف يبادرك أحدهم بـ: “كان هنا قبل شوي”.
أنصحك يا سعادة المحافظ بعدم سلك الطريق السريع المؤدي للمدينة؛ لأنك سترى من محطاته التي تتناثر على جانبيه شيئا لن تصدق أن هذا ما يعانيه الحاج والمعتمر والمسافر!
لك أن تعلم أن شباب المحافظة ليس لديهم المكان المؤهل الذي يقضون فيه مناشطهم وهواياتهم، وكأنهم لا حق لهم في ذلك بين كل أبناء المحافظات!
إني لك من الناصحين، فإن أردت أن تسمع فاسمع من العقلاء الذين يصدعون بكلمة الحق من الأكاديميين وذوي الفكر المخلصين، ولا تستغنِ عن جولاتك المفاجئة التي ستكشف لك المستور.
أعرف تماما أن التغيير له محاربوه، وله المتخوفون منه، ولكنك بإذن الله ستوفق لتنتشل المحافظة من براثن الإهمال، ومخالب الترهل والتهميش الذي نخر في محافظة خليص حتى عزف عنها شبابها الذين يتقلدون مناصب رفيعة في دولتهم الفتية.
وفق الله الجميع لكل خير وفلاح.
مفلح الصاطي الحربي
مقالات سابقة للكاتب