في صباح يوم جميل كعادتي توجهت بابتسامة وتفاؤل لأصافح زميلاتي في الطابور الصباحي..وقد لفت انتباهي الى إحداهن وقد همست لي أنها تحتاج وصفة مجربة للبشرة .. توقفت مليا وألقيت عليها سؤالا .. للعناية أم للعلاج عزيزتي..
وأردفت تحاورني قائلة وعيناها تبتسم عجبا من مزاج صديقتها الذي لا يخلو من أهازيج الصبا أو مرح الطفولة.. ..
. لا احتاج فلسفتك هذا الصباح… عناية… علاج … نفس الشي
فلسفة..!. عناية! …علاج!
اذن .. حان وقت الفلسفة فعلا.. كما وصفتي
عزيزتي .. العناية شي والعلاج شي مختلف… مهما تعددت وجوه العناية او طرق العلاج
وسط تذمر صاحبتي .. وقليلا من برود أعصابي المعهود
وبعضا من رغبتي في إيصال الفكرة بشكل أوسع… ونطاق أشمل…
غاليتي، لا أعني البشرة فحسب … بل اعني الحياة مجملها..
تجاذبني أطراف الحديث وهي ترفع أحد حاجبيها وتقول بلغة الحال… خيييير ياليلى اخلصي علي …
وابتسم واناضل من اجل ان تشاركني الحوار واستمر في الشرح
في علاقاتنا مع الآخرين هناك طرق للعناية بتلك العلاقة تختلف عن سبل العلاج ما أن أحدثت العلاقة نوعا من الخلل في نظرتنا الى أنفسنا نحتاج عناية دائمة بافكارنا بطموحنا باخلاقنا…
نحتاج أن نترقب أنفسنا ومن حولنا ونحفهم بهاله من العناية … بيد أنه اذا ما انتابتنا فترات من الاحباط او النظرة السطحية للذات… نحتاج حينئذ علاجا سريعا فعالا يعيد البسمة الغائبة لتقوس شفاهنا من جديد..
في حياتنا تنتابنا لحظات نحتاج فيها الى اعادة ترتيب اوراقنا لكي نلحق بركب الحياه من جديد… نحتاج ان نعقد اجتماعات مغلقة مع انفسنا ولا بد أن تنتهي يإمضاء عقد جديد ..
كل مانحتاجه هو قليلأ من العناية المستمرة وان كانت قليلة
فكما قيل” قليل مستمر خير من كثير منقطع”
فلربما ابتسامة معبرة او كلمة إطراء من زميله كل صباح كفيله بأن تجعل العلاقة بها في عناية مميزة… او رساله اعتذار عن موقف بعد انتهاء دوام يوم حافل بالمواقف كفيله بعلاج ماتم كسرة خلال ذلك اليوم..
نستطيع ان نلخص معنى العناية في الاستمرارية في التفقد.. والاهتمام..
وعلى ذلك المنوال نذكر ان العلاج ماهو الا حالة طواري لا أكثر ..
على ضوء العلاقات مثلأ فالتواصل عناية بينما الاعتذار علاج
والابتسامة عناية
والهدية علاج.. التفاهم.علاج… المناقشة علاج
الصفاء عناية
الصداقة عناية
والحب عناية
والاهتمام عناية
لذا فنحن نحتاج في حياتنا للعناية أكثر من العلاج..
هاأنذا انتهي من حواري معها واتفقد عينيها علها تحاورني وتطلبني المزيد وأراها في نهم ومزيد من العجب..
#ومازالت صديقتي تنتظر شيئا ما .. لم أعد أتذكره …
مقالات سابقة للكاتب