كعادتنا نتفاءل بالتغيير فهو سبيل التجديد والتطوير، في كل مجالات حياتنا الخاص منها والعام، ونعرف تماماً أن بقاء الحال من المحال، وهي سنة من أرسى الأرض بالجبال ، ورفع السماء بغير عمد وجعلها بعيدة المنال عن عباده من إنس وجان، وقدر فيهما ما كان وسيكون الى يوم التناد. ثم جعلنا سبباً لعمارة الأرض وأرسل رسله لينيروا طريق الهدى لنا ليكون التعمير بما يرضيه عنا وما فيه صلاح للعباد.
أقول لمحافظنا الجديد(د. فيصل الحازمي) حللت أهلاً ووطئت سهلاً ،ثم أقول أعانك الله على حمل هذه الأمانة التي كلفت بها من ولي الأمر حفظه وسدده، فبعد إن كنت مسئولاً عن مجموعة محددة من الموظفين بإمارة مكة المكرمة ستكون الآن مسئولاً عن محافظة تمتد على طريق المدينة بما يقرب من ال160كم ثم تتمدد شرقاً بعمق ال80كم تقريباً ، وينتظرك ما يقارب الثمانين ألفاً من سكان المحافظة وتسعة مراكز أخرى تابعة فهي من أكبر المحافظات جغرافياً على مستوى المملكة.
التنمية هي الكلمة السحرية ومفتاح القلوب(انساناً ومكاناً) ، خطونا على الطريق خطوات لكننا سنواصل المسير بإنسان هذا المكان الذي يقع بين أقدس مكانين على وجه الأرض، ثم رأيت من واجبي أن أدلي بدلوي اقتراحاً ورأياً يعرض ولا يفرض فالمحافظة تحتاج الكثير والكثير جداً من الاهتمام.
المحافظة هي الباب الرسمي الذي يمر من خلاله قطار التنمية والأخذ بيد انسان المحافظة الى مصاف المحافظات المتطورة في مملكتنا الحبيبة وهذه بعض المحطات التي نرى أن يمر بها للتزود بالأفكار والاقتراحات منها انشاء ادارة للتنمية المحلية تتولى ما يلي:
**التنسيق بين الإدارات الخدمية على مستوى المحافظة في طرح وتنفيذ المشروعات للقضاء على التأخير والتضارب والحفر والدفن غير المنسق.
**استثمار «الميز النسبية» للمُحافظة يُقلّل الهجرة إلى المدن(الزراعة، التجارة، الموقع الجغرافي القريب من مكة والمدينة وجدة) عن طريق ايجاد الفرص الوظيفية لأبناء المحافظة بتشجيعهم على العمل الحر بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
**أدرك تماماً وضع “البيروقراطية” الحكومية وتراكماتها المعيقة في كثير من الأحيان للتنمية وحاجة المحافظين الى مزيد من الصلاحيات لتحقيق نتائج إيجابية وتجويد العمل لكنني من خلال الاطلاع على سيرة المحافظ الوظيفية أنه بالإمكان التحسين والتطوير للعمل التنموي خدمةً للبناء والتنمية بالمحافظة.
**لدينا ثالوثاً من هيئات المجتمع المدني وهي لجان التنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية والجمعية التعاونية نحتاج الى تنسيق علمي بينها لتكمل كل منها الأخرى وتوفر الجهود وتستثمر بطريقة صحيحة فالعصر هو عصر العمل الجماعي وفرق العمل وليس الفرد والفردية.
**المحافظة ، المجلس المحلي ، المجلس البلدي ثلاث جهات بإمكانها تقديم الجهد الاستشاري والتنظيمي للمحافظة من التنسيق بين الجهد الرسمي والشعبي للنهوض بالتنمية في المحافظة.
**الكادر الإداري بالمحافظة يحتاج الى تكثيف الدورات التدريبية في كافة المجالات الإدارية(السلوك الوظيفي، مهارات التعامل، الجودة.. الخ) وكذلك التدوير الوظيفي ليعطي الموظف أفضل ما عنده عندما يجد الوظيفة والمكان المناسب، ويتعلم كيف يدير التنمية حسب دوره الوظيفي بعيداً أي مؤثرات جانبية.
محمد سعيد الصحفي
عضو المجلس البلدي بالمحافظة
محاضر الادارة والقيادة بالكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب