يوم السبت القادم سيكون يوم النفير ستتحرك قوافل الأسر عن بكرة أبيها ويبدأ الزحام على الطرقات وتكتظ القرطاسيات والأسواق والمكتبات – سيحدث هناك إرباك مروري وتتعطل حركة السير في معظم الشوارع وتحدث حالة من الاستنفار الأسري الشديد تجتاح الطرقات .. ما الخطب ؟ ماذا حدث ؟ هل انقطع التيار الكهربائي ؟ هل دوت صفارات الإنذار؟!
فيأتيك الجواب : بعد سويعات سيبدأ العام الدراسي الجديد ويعود الطلاب إلى المدارس …. ياللعجب !
أكثر من ثلاثة أشهر ونحن في سعة من أمرنا ، وأبناؤنا في إجازة لم تكفنا كي نتحرك لشراء المستلزمات المدرسية ، وفجأة نستيقظ من سباتنا لنستعد في آخر لحظة ؟!!
هكذا نحن إلا من رحم ربي _ وهم قلة للأسف_ لا نتحرك إلا عند اللحظة الأخيرة وقبل الساعات والدقائق الأخيرة نبدأ نتحرك.
لم هذا الإهمال ؟ ولم تلك العادة السيئة التي للأسف انتشرت في مجتمعنا ؟
معظم أمورنا نتركها حتى ساعة الصفر وكأن نبينا لم يحث على البكور حين قال: “بورك لأمتي في بكورها” وكأننا لم نتعلم أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
ما هذا العبث الذي نمارسه في تربية الأبناء؟! ألا يجدر بنا أن نعدهم الإعداد الجيد للعام الدراسي الجديد، ونعمل على شحذ هممهم، وتوجيه عقولهم لطلب العلم منذ وقت مبكر؟ أو ليسوا هم أهم استثمار في حياتنا ؟
وإن كان لك عجب فعجبك من فئة لم تفقه حتى الساعة الأخيرة .. ليأتيإلى المدرسة من غير استعداد .. يأتي يترنح من شدة النعاس ، شعره طويل مسدل ، غير مقلم أظافره ، متذمر ،متأفف ، ليس لديه أي رغبة في إكمال يومه الدراسي
فعبثا أن يقبل من معلمه علما ، أو توجيها ، أو ارشادا ، أو حتى تحفيزا.
إن عادة عدم التحرك إلا في اللحظات الأخيرة في حياتنا تزرع في الأبناء الخمول ، والكسل ،وبغض العمل مستقبلاً . إنها تقتل البداية الجادة والانطلاقة القوية.
ياأيها الأب ، ويا أيتها الأم ، أيها المجتمع الفاضل إن أردتم النهايات المتفوقة المتألقة فعليكم بالبدايات الجادة ذات الاستعدادات المسبقة،
واكتبوا في سجلات أبنائكم سطوراً منقوشة على ذاكرة الزمن (إن من يأتي مع الشروق ليس كمن يأتي قبيل الغروب).
مقالات سابقة للكاتب