قبل أن يموتوا أحياء

ما أعظم الإسلام لنا دينا ! وما أجمل القيم التي علمنا إياها ديننا!

وما أقصرها من رحلة سفر نقضيها في هذه الدار التي نعد أيامها وتعدنا لحظاتها ..

فنعيشها بين خسارتين  خسارة في العمر وأخرى في العمل وعلى ذلك أقسم ربنا وهو القائل :  ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾

ومن أعظم المشاهد الروائية مساءلة الله لنا كيف أمرض ولم تزرني …، ومشهد : سبعون ألف ملك يستغفرون لرجل زار أخر لا يرتجي إلا رضى ربه  أليس بعد ذلك تطيب النفس للعيش في مثل هذا المجتمع ؟

لربما تتفاوت أعمارنا ومكاناتنا الاجتماعية وسط المجتمع الذي ننتمي إليه و لكن لا ندري في أي منزلة نحن عند خالقنا …

وعليه أتحدث في مقالي هذا عن أناس من أهلنا كتب الله لهم طول العمر لكن حياتهم تحولت  إلى غربة موحشة  بسبب انقطاع الناس عن زيارتهم وقلة الحديث معهم ..

إنه لمشهد يستدعي الدموع الحانية وتهتز له مشاعر القلوب النابضة لذلك الرجل المسن الساكن في بيت يخلو من الزوار …

وذلك المسن الذي يجلس صامتا في مجلس الإخلاء … وآخر رسمت له الوحدة صنوفا من سياطها …

كل هؤلاء يسكنون بيننا وليسوا بالبعيدين عنا …. يسكنون في مجتمع المفترض أن يكون مجتمع الأخوة والمحبة والتواصل والتزاور …



لذا لعلها وقفة قبل أن يموتوا أحياء أن نتبنى جميعا زيارة لمن كبر سنه ، وانقطع عنه ولده، وفقد مواضيع عاشها أو أخرى تهمه  …

فما أعظم السرور الذي سندخله في قلوبهم ! وما أعظمه من عمل يقربنا إلى ربنا !

يقول صلى الله عليه وسلم : “أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً »



لكل قارىء أو قارئة ستنطق قلوبكم بمشاعر أعظم مما سطرته بقلمي فاجعل ردك بزيارة لله وفي الله لمسن ، ولنتمثل إسلامنا في أفعالنا قبل أقوالنا.

 

عبدالرحيم نافع الصبحي

 

مقالات سابقة للكاتب:

تسعون مليوناً .. تسفيه للعقول أم تعبئة للحقول ؟!

مراكز الأحياء تضع البذرة الأولى في صناعة الإعلام هنا

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “قبل أن يموتوا أحياء

المداوي

جزاك الله خير أستاذ عبدالرحيم
كلام في الصميم . فعلا فئة غالية
غير أنها مهملة . فمتى ننتبه .؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *