هذه الحادثة ـ إذا صحّت ـ فهي ليست الأولى بشكل عام، ولن تكون الأخيرة، سواء هنا أو هناك، فهؤلاء بشر وليسوا مجتمعاً ملائكيًا، وصراع الحق والباطل ليس ساعة بل هو إلى قيام الساعة، لكن المشكلة في هذا الإعلام “المبتذل والفقير أخلاقيًا”، الذي يطرق وبشدة باب الاختلاط من فترة التسعينات الميلادية مع بدء البث الفضائي، فأصبح فئام من الناس على استعداد لعمل أي خطوة في هذا الطريق، دون النظرِ إلى شرعٍ أو حتى عرف.
فاستخدمت كل وسائل التأثير وأدواته للضرب على وتر المساواة بين الجنسين، وادعاء مظلومية النساء من جانب الرجال، حتى أصبح الكثير يعتنق هذه الفكرة، بل يتهم كل من يحاول وزن الأمور بميزان الشرع والعقل بمعاداة المرأة والاستخفاف بها وبحقوقها.
ما نشر في إعلام المحافظة عن حفلة مختلطة ـ إذا تأكد وقوعها ـ هو نتاج طبيعي لإسراف البعض في السماح للأبناء (من الجنسين) بالاتصال والخلطة مع الآخرين، دون ضابط معتبر شرعاً وعرفاً يحد من التجاوزات السلبية (التي قد تكون نشازاً) في مجتمع محافظ كمجتمع المحافظة، فلا يزال للممنوع شرعاً أو عرفاً حرمة يصعب تجاوزها إلى غيرها بشكل عام، مع وجود بعض من يحاول القفز على هذه الحقيقة لكنهم على كل حال قليلي العدد والتأثير.
لذا من الحكمة لجم مثل هذه الأمور الخارجة عن الشرع والأدب العام للمجتمع بقوة القانون، وقبلها التربية الأسرية الواعية التي يبذلها أولياء الأمور، وعلى إعلام المحافظة (وكذلك كل من يمسك بطرف من وسائل التواصل الاجتماعي) التريث في نشر مثل هذه الأمور ـ إذا ثبتت ـ حتى لا يجرؤ الناس وتتعود أعينهم على قراءة هذه الأخبار لأن “كثرة المساس تذهب الإحساس”.
كلمة أخيرة؛ لابد من الالتفات إلى الاستراحات (خاصة بعض المزارع) التفاتة أمنية ومجتمعية، بمعنى أن المسؤولية جماعية في منع حدوث مثل ذلك مستقبلًا، والتبليغ عن أي أمر يثير الريبة والشك.
محمد سعيد الصحفي
عضو المجلس البلدي بمحافظة خليص
ومحاضر الإدارة والقيادة بالكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب