النّهرُ والوَشَلُ

فيـما مـضى كـان يـحدو ركبَنا الأمـلُ
والـيـوم يا لَـهَـفـي.. مُــتـألّـمٌ.. وَجِـلُ

فـي مُـقْـلـةِ الـصّـبـحِ أقــذاءٌ تُـكـدِّرُهُ
فـي خـافِـقِ الروحِ همٌّ ليس يُحْتَمَلُ

لازال فــي الـحـقْـلِ أزهــارٌ مـفـتّحةٌ
إنْ يـأسـنِ النـهرُ مـاذا ينفعُ الوَشَلُ!

يـا لائـمـي في ارتحالٍ قد عجلتُ به
هــوِّنْ … فـأحـلامـنا مـن دونها جبلُ

إنْ جُـزْتُ داهـيــةً أُبـلـى بــداهِــيـةٍ
كـلّـتْ بـصـائـرُنـا والـصـبـرُ والـحـيَلُ

يـا لَـهْـفَ نـفسيَ قَدْ خارَتْ عزائمُنا
يـا ويــحَ قـلـبي لِفِكْرٍ هَـدّهُ الـشَّـلَلُ

أخشى على أنّةٍ في الصدر أكتمُها
أن تـفـريَ القلبَ إذْ أودَتْ بهِ الـعِللُ

أو تُــشْـعِــلَ الـنارَ في أشلاءِ أوردةٍ
أبـلى جــلادَتَـها واغــتــالـهـا الـمللُ

كــم عــشــتُ حُـلْـماً وآمالي تكذّبُهُ
وبِــتُّ أرقــبُ صُــبْــحـاً عــلّـهُ يـصِلُ

لـمّـا تـمـادَتْ سياطُ الظّلمِ تنهشُني
وتـنـفُـثُ الإفْـكَ زوراً أنّني (الـخَـلَلُ)

يـَـمّـمْـتُ وجـهـيَ داراً لا أُضـامُ بـهـا
حـتّـى ولـو أنّـهـا الـمـرّيــخُ أو زُحــلُ

مـا حـاجـةُ القلبِ في همٍّ يُنَغِّصُهُ ؟
ومـا انتظاري وأحبابي قد ارتحلوا ؟

 

محمد علي الزهراني
مشرف لغة عربية متقاعد بتعليم مكة المكرمة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *