يوم ارتفعت فيه حرارة الولاء والحب لمهبط الوحي ومهد الرسالة ، يوم تحرك فيه حب وفداء لهذه البلاد التي شرفها الله بخدمة ضيوفه (حجاً وعمرة) ، يوم لتجديد البيعة لحكام هذا البلد الذين يحملون شرف لقب (خادم الحرمين الشريفين)، أرادوه يوماً للشغب والفوضى في هذه البلاد ليكتوي أهلها بنار الفتن والتناحر وقطع الطريق ، فقطع عليهم الشعب الوفي الطريق وأعلنها مناسبة وطنية لكبح جماح أهل الهوى والغرض السيء.
وطن لنا فيه مع قادته بيعة ، وهي لمن لا يعرفها ولا يعرف تبعاتها الشرعية هي عقد بين الحاكم والمحكوم تقوم على النصح والتناصح على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مؤطرة ومقعدة في مظانها الشرعية لا تنفك عراها إلا بما يصرح ويأذن به الشرع.
وطن لنا فيه أهل وأصدقاء وإخوة من البحر الى الخليج ، ومن الشمال الى الجنوب وقلب نابض في وسطه يهيم حباً وترحيباً بكل نواحيه وأطرافه المترامية مكاناً والملتحمة حباً وولاءً لكل شبر فيه.
وطن مهما تباينا رأياً وتنوعنا فكراً فنحن فيه شركاء، نحتكم فيه الى كتاب وسنة يهتدي بهما الموفق قولاً وعملاً، وطن له في القلب مكانة، لا يعرفها أهل المكر والخيانة.
وطن استوطن فينا القلوب وتشربت شرايين الدم به فخراً وعزاً، وبرسالته التي يحمل ويدفع بها للعالم صباح مساء، لسنا ملائكة ولا رسلاً معصومين، فنجن نجتهد في تحصيل مصلحة، ونتحاور ونتعاون لندفع مفسدة.
نختصم ونختلف لكننا لا نخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي المفسدين ، ونأخذ على يد الظالم ونعري المفسد وننصح لولاة الأمر ونجتهد لدفع الضرر بما يتوافق مع المنهج الذي ورثناه عن الوحيين الذي من أخذ بها فقد أدرك الحسنيين.
ولنا في النمل عبرة عندما تنادى للدخول للمساكن التي هي بمثابة أوطان ومستعمرات ليحميهم من التحطم تحت أقدام جيش نبينا سليمان عليه السلام(وهو جيش حق) كما أخبرنا بذلك القرآن الكريم ،فكان لهم ذلك.
لذا لا نكن أقل درجة من النمل ونسمح لجنود الباطل بتحطيم بلادنا من الداخل وتركنا يأكل بعضنا بعضاً نهاراً جهاراً. إن ذلك لن يكون بأمر الله.
وطننا هو بيتنا الكبير الذي يسعى كل منا على قدر ما يستطيع للحفاظ عليه والدفاع عنه من بطر المفسدين وكيد الخائنين وجور بعض المحبين!
وطن ألجم أهله كل الأفواه التي تنادت لحراك ولد ميتاً ودعوات للشغب مشوهة مشبوهة لأشباه الرجال ولا رجال يديرون امبراطوريات الخيانة- الخياسة- السياسية.
وطن حاول أعداؤه زرع الفتنة والإحباط واليأس في نفوس أبنائه, وأن لا مجال للإصلاح أو الدفع بالبلاد نحو الترقي في درجات التنمية كسائر بلاد العالم ، لكننا اليوم نرد على هذه الشرذمة بأننا لا زلنا نتمسك بديننا الذي هو عصمة أمرنا ودليلنا في أمور دنيانا وسنذلل كل الصعاب- وهي أمر طبيعي- بإذن الله وسنرتقي سلم المجد ، وسنقول للعالم أجمع: إلا السعودية!!
محمد سعيد الصحفي
عضو المجلس البلدي بمحافظة خليص
ومحاضر الإدارة والقيادة بالكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب