قال الله تعالي : (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ) وقال صلي الله عليه و سلم :ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي”.
آفة المجتمع التفرق إلي أحزاب ، و فرق ، و مذاهب ، و جماعات .. هذا يطعن في هذا ، و ذاك يقدح في هذا ، واشتغلنا في أنفسنا بأنفسنا ، وتركنا عدونا ، وعدو الإسلام في بحبوحة من أمرة فنحن في شغل عنه سامرون … فما هذا الغي الذي نحن فيه أيها القوم ؟؟؟
هذا علمانيًا ،وذاك لبراليًا ، و تلك فرقة ناجية ، وهذه طائفة منصورة ، وأولئك قوم مظلمون ، و هؤلاء أحذرهم هم العدو بل هم أشد !! والغريب والعجيب في الأمر كله أنك تجدنا في مسجد واحد ، ونصلي خلف إمام واحد ، وندعو ربًا واحدًا ، ورسولنا واحد ، هو محمد ــ صلي الله عليه و سلم ــ غير أننا ما نلبث سويعات بعد خروجنا من المسجد إلا وطعن الأخ في أخيه ، وهمز كبيرنا كبيرهم ، ورمي جاهلنا عاقلهم بالجهل والضلالة ، وحمل القوم ما لا يحتملون . وقاصمة الظهر أن ينتقل المرض ، والفساد الأخلاقي من الأفراد إلى الدوائر ، والمنظمات والهيئات ، والقطاعات بل و إلى الوزارات وبدأ كل يغني و يرقص علي ليلاه ، وأصبحت أخشى أن نكون مثل أقوام وصفهم القرآن ( تحسبهم جمعيًا و قلوبهم شتى ) . يأيها الناس كل منا يصيب ويخطئ ، وليس هناك منزه عن الخطأ و كل منا يؤخذ من كلامه ويرد عليه .
من الأفضل أن نظن بأنفسنا و إخواننا خيراً ، و لا نبهتهم ، ولا نظلمهم ، ولاهم يردون لنا الكيل بالوزن وزيادة
أليس حريًا بنا أن نجتمع على الكلمة الطيبة التي تقرب ولا تبعد ،وتجمع ولا تفرق .. كلمة الحق التي ترضي الرب.
هل هذا التنازع الذي بيننا ، ورمي التهم جزافًا هو الطريق السليم لبناء مجتمع أكثر ترابطًا و تلاحما ً، ويحمل صفة الأمة التي وصفها ربها بالخيرية ؟ ” كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ” .
يا عقلاء القوم ، و يا أهل الحل والعقد ، ويا علماء الأمة : أيصح لهذه الأمة أن تفترق ما بين قبليةٍ ذات عصبيةٍ جاهليةٍ ، وتنافسية مناطقيةٍ ، ومذاهب ، وأقطارٍ ، أحزابٍ ، وطوائفَ ، وفرقٍ ، علمانيةً ، ولبراليةٍ ، وغربيةٍ ، وشرقيةٍ ؟ أهكذا نكون ؟ أخشى أن تأتي ساعةُ ينكر الأخ أخاه ، و الزوج زوجته ، والأب ابنه . وقتها تكون ساعة ندم ولات مندم.
مقالات سابقة للكاتب