ما إن صدر الأمر السامي بالسماح للمرأة بإصدار رخص القيادة حتى انقسم المجتمع بين معارض بشدة ومؤيد بشدة وثالث يرى الأمر من التيسير على الناس إن وضعت له الضوابط الصارمة.
غير أن المؤسف حقا ما امتلأت به مجموعات ( الواتس ) وحسابات ( التويتر ) من التهكم والتندر والسخرية رسائلا وصورا على المرأة والتحقير من شأنها وتصويرها على أنها مخلوق مستعد للانحراف متطلع ومتوثب للشذوذ تنتظر هذا القرار كي تنزع ثوب الحياء وتطرح خمار الدين
أليست المرأة هي الأم والأخت والابنة ؟! أليست المرأة هي نتاج هذا المجتمع وتربيته الأسرية والتعليمية ؟! أليست المرأة في الجانب الآخر إنسان له احتياجاته كسائر البشر ؟!
هل يرى هؤلاء الناس أن خروج المرأة مع سائق أجنبي لوحدها أرحم من قيادتها لسيارتها وقضائها حوائجها ؟!
وفي المقابل لماذا هذه الهجمة الشرسة على المجتمع وشيطنته وإظهار الشباب وكأنهم متعطشون للانقضاض على الأنثى كذئاب بشرية ؟!
ألم يكن أولئك الشباب نتاج تربية المنزل والمدرسة ؟!
إن من يحاول أن يصبغ هذا الأمر بصبغة اجتماعية كأنما يحاول استشراف الغيب ويهون من قدرة الدولة على ضبط الأمن ، كما أنه يعلن للعالم أجمع أن لا ثقة في أبناء هذا المجتمع النبيل!
وأما من يعارض الأمر من سياق ديني فلا أدري ما قيمة تشنجه وقد كفته هيأة كبار العلماء هذا الأمر بعد أن استشارهم ولي الأمر .
إن المرأة المسلمة تعرف تماما ما تقدم عليه من تصرف وتضع في حسبانها النتائج المتوقعة وهي البصيرة بنفسها وفي نفس الوقت على المجتمع أن يثبت في أذهان أبنائه أن خروج المرأة في سبيلها لا يعطي الحق في إيذائها أو التحرش بها.
كما أن هذا القرار لا يمنع من ( القرار ) في البيت للنساء معززات مكرمات
وسيثبت المجتمع السعودي المسلم أنه لا عزاء للمهرولين والمتشنجين ومدعي العلم وسيثبت كذلك للعالم أجمع أنهم خير من يمثل الدين الحنيف
وفق الله الجميع لكل خير وفلاح
مفلح الصاطي الحربي
مقالات سابقة للكاتب