جعل الله سبحانه وتعالى مدة بقاء الإنسان في الدنيا محدودة، وأمره بفعل الخيرات التي تنفعه بعد انقضاء أجله، وأعلمه أن بعد هذه الدار الدنيا دارًا أخرى هي دار الخلود، وفيها يجد كل إنسان جزاء عمله الذي قدمه في الدار الأولى من ثواب أو عقاب.
وقال الرسول ﷺ : “ما لي وما للدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها”
وكم من أموات مازالوا يعيشون معنا بأعمالهم الصالحة وسيعيشون بها بعدنا مع أجيال قادمة إن شاء الله وذلك بسبب أعمالهم التي تركت أثرًا صالحًا
ويأتي في مقدمتهم من أكرمهم الله بالمال وينفقون منه في أوجه الخير المتعددة وبناء الأوقاف الخيرية التي ستخلدهم بأثر صالح مبارك لدى الأجيال القادمة
ويأتي بعدهم من وفقهم الله للانخراط بالأعمال التطوعيه لخدمة المجتمع كما هو حال بعض المتقاعدين من ذوي هرمون الإنسانية العالي ( إن جاز التعبير ) الذين مدهم الله بالطاقة للإبداع والتضحية لخدمة مجتمعهم ووطنهم فترسخّت أعمالهم وأسماءهم في عقول وقلوب الناس وأصبحوا قدوات صالحة في العمل الخيري، وكما هو الحال أيضاً لذوي الهمم العالية الذين انخرطوا بالعمل الخيري وهم مازالوا على رأس العمل واستطاعوا أن يعيدوا ترتيب حياتهم وأوقاتهم ليقوموا بتأدية كل الواجبات الرسمية والخيرية التطوعية جنبًا إلى جنب وهذا النوع من الرجال والنساء يحتاجهم العمل الخيري وأبوابه مفتوحة لهم على مصراعيها، ونتمنى أن تتبنّى الدولة تنظيم العمل التطوعي والحث عليه للشباب وتنظيم دورات تدريبية لهم لما لذلك من انعكاس ايجابي على الشباب وإتاحة الفرصة لهم لخدمة مجتمعهم وليسعدوا ببناء أثر صالح لهم.
والله ولي التوفيق
عبدالقادر حامد الشيخ
مقالات سابقة للكاتب