لعل الكثير منا يبتهج ويشعر بالسعادة عند النظر إلى بعض المباني الشاهقة والجميلة التصميم، والرائعة البناء، فتذهب أعيننا يمنة ويسرة تمسح ذلك المبنى وتتأمله بالإعجاب والإشادة، وما كان لهذا التصميم أن يخرج في أبهى حلة يأسر العيون بجماله لو لم تكن تلك العقول قد أدركت دورها وما هو مناط بها.
والمتأمل في إرشيف تاريخ هذه البلاد الطاهرة “المملكة العربية السعودية” يجد صورًا مذهلة إذا ما قيست بما تحقق على أرض هذا الوطن من منجزات.
ولا يقتصر الذهول على ما عمّرته هذه البلاد وشيّدته؛ إنما الأكثر جدارة “صناعة الإنسان وبناء العقول ورعاية التنمية البشرية الشاملة”، تلك الصناعة التي يساهم فيها الإعلام التربوي بدور فاعل ومؤثر.
وهنا جاء دورنا لنضع الأقلام ونتأمل تلك المساهمة الفاعلة والمبادرة الميمونة الموفقة لصحيفة غران ورئيس تحريرها الأستاذ أحمد الصحفي، والتي كان لتعليم خليص موعدًا معها، بتكريمها لمنسوبات تعليم خليص وجامعة جدة “فرع خليص” وذلك في يوم الخميس، الخامس عشر من شهر محرم عام 1439هـ، وتأتي هذه المبادرة تحقيقًا لرؤية 2030 تلك الرؤية التي تؤكد على أن التعليم هو بوابة العبور نحو مستقبل مشرق.. وهو الطموح الذي قال عنه ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان إن حدوده عنان السماء.
بل إنها مبادرة تأتي متزامنة وبطريقة مدروسة مع اليوم العالمي للمعلم، أضف إلى ذلك أن هذه المبادرة جاءت لتحاكي ما تعيشه المحافظة من نقله نوعية في خطواتها الأولى بقيادة محافظ محافظة خليص الدكتور فيصل الحازمي.
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه المبادرة لصحيفة «غران الإلكترونية» ليست وليدة اللحظة؛ وإنما هي من أساسيات الأهداف السامية لهذه الصحيفة منذ تأسيسها، ولعل دعم العملية التعليمية بدءًا بالمعلم والمعلمة وصعودًا للقيادة ورعاية الموهوبين هي من أهم الأهداف، والتي ما فتئت صحيفة «غران الإلكترونية» أن تعمل من أجلها إيمانًا منها بالدور الإعلامي التربوي المناط على عاتقها، مما جعل لهذه الصحيفة وبقيادة ملهمة من رئيس تحريرها في هذا التوجه من الإنجازات دلالات عدة دوّنتها الأقلام وتحدثت عنها العقول والألسن المنصفة، منذ تأسيسها وحتى وقتنا الحاضر أسهمت وبصورة فعالة في خدمة كافة شرائح المجتمع، فلا تغرب شمس ولا تشرق إلا وهي شاهدة عليه.
وهذا غير مستغرب فرئيس تحريرها هو ابن الميدان التربوي، بل والخبير فيه إذ استقى خبراته التربوية بعد تقلده عددًا من الإدارات التربوية والتي لها بصمة تربوية في بلادنا ولعل آخرها إدارة مدارس دار الفكر، والتي أثبت فيها من النجاحات ما تشهد عليها أجيال متعاقبة.
وقد وضع لدعم الميدان التربوي أولوية خاصة وخصص له جزءًا من أيقونات الصحيفة بشتى مراحله إيمانًا منه برسالة الإعلام السامية التي يجب أن تكون هي الأهم والتي ينشدها مجتمعنا بشتى صوره، تلك الخبرة التي مكنته من الإلمام الجيد بما يلعبه الإعلام التربوي من دور حيوي وهام مع شرائح المجتمع المختلفة بما فيها الإعلام المقروء لكونها تعد مصدرًا مهمًا وملهمًا في عمليات التوجيه والتثقيف والتعزيز، فلا غرابة إذًا على صحيفة «غران الإلكترونية» أن تصنع مجدًا وعلامةً فارقة في سماء محافظة خليص وفي العملية التعليمية بالتحديد، حيث وجهت الدعوة لكلٍّ من الكادر التعليمي بجامعة جدة، وعلى رأسهن الأستاذة الدكتورة آمنة علي صديق، ودعوة أخرى لمنسوبات مكتب تعليم خليص وعلى رأسهن الأستاذة زكية الصبحي، قائدة المسيرة التعليمية بخليص، ولجمعية البر ممثلة في الأستاذة حميدة الصبحي.
بل إنها حرصت على التنوع في الشرائح المكرمة من منسوبات العملية التعليمية، وقد تحقق ذلك؛ فكانت المبادرة التي أحدثت صدىً في نفوس الحاضرات وردود أفعال إيجابية، بل إنها أتاحت فرصة اللقاء بعدد من القيادات وتبادل الخبرات؛ مما كان له من الأثر الإيجابي.
هذه المبادرة تعد بصمة على صفحات التاريخ سيحتفظ بها الزمان والمكان الممثل في “مركز فتاة غران”، وأسعدت المكرمات مما دفعهن إلى التعبير عن شكرهن لصحيفة غران، ورئيس تحريرها، وفي المقابل عززت التوجه لضرورة الشراكات مع المؤسسات المختلفة لخدمة العملية التعليمية، وشكر من يعملون بها وتقديرهم.
وإني لأجدها فرصة لأقولها وبكل أمانة: هذه مبادرة خيّرة متميزة منقطعة النظير شكلًا ومضمونًا ماديًا وبشريًا؛ كرّمت فئة تستحق التكريم وأيما شرف ناله الجميع بها من هذا المنبر الرائع صحيفة «غران الإلكترونية» فالشكر لها ولرئيس تحريرها الأستاذ أحمد الصحفي، شكرٌ يمتد بامتداد الزمن ليوازي طموحاتنا في الارتقاء بمجتمعنا في كافة المجالات.
وبعون من الله أوًلا ثم بمثل هؤلاء الذين يعملون ليل نهار في خدمة هذا المجتمع وتكريم رواده وصناع الأمل فيه؛ سنصل بإذن الله ونواصل المسيرة.. دمتم للعطاء روادًا وللتاريخ صنّاعًا.
أ. نويفعة الصحفي
(مشرفة العلوم الشرعية بتعليم خليص)
مقالات سابقة للكاتب