مشروع نيوم والمستقبل

يلتهم مشروع “نيوم” مشاريع التطور الذي سبقت، همة عالية وقوة بادية وفكر نير وحرب للتطرف والتخلف، ودعوة للاعتدال لم تزف لها حوافر، ويأخذنا إلى مصاف التطور الذي يبني سلمًا نحو مستقبل جيل بقي في محوره بلا حراك وسار في توجهه بلا ارتباط، سلسلة من التوجهات التي عمقت فكر التطور وسُقت التطرّف جرعة من الخذلان لمشاريع يهم بها المعتدلين.

ويترجمها المراقبون لأفكار العامة في دعوة هذا المشروع صفعة قوية نحو القضاء على التخلف والرجعية، وعندما صرح ولي العهد حفظه الله بفكر واضح جلي نحو السعي لقتل الجمود الذي يتعهده فكر الكثير دون وضوح في الوجهة وبشماعة الدين التي يعول عليها الغالبية دون وعي مستنير لعقيدة التوحيد، التي لم تكن يومًا داعمة للإرهاب إلا عندما حمل لواءها أصحاب الفكر المتطرف وكأنهم حديثي عهد بعقيدة التوحيد، وكأن التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم، وطبقها بأريحية وتلقائية على واقع بسيط جدا وحمل لواء دعوتها للعالم رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه.

أما من وقف بفكر جامد لا يريد تقدما ولا يريد أن نسير بركب الحضارة المعتدلة فإنا سنرجع دون شك للخلف، نحن لسنا دعاة انفتاح غير مشمول بعقيدة، وليس دعاة انفتاح ليس على ركيزة دينية لها ثوابتها تطبق تعاليمها وتأخذ بنور العلم لغد مشرق من كتاب الله وسنة نبيه.

التطور لا يعني تبجح في أصول عقيدة نؤمن بها جميعًا، ولكن نأخذ العلم ونبحر بالأفق معه، وهي دعوة دينية حجمت لأسباب ليس لها أصول، فجعلنا العلم يحتضر والتخلف يبتدع والتطبيق يتشتت، الكثير ليس لهم معرفة في الأصول ولا حتى في الفروع، ويكابرون في أساليب تحميل الأمر أكبر من حجمه.

عندما ذكر ولي العهد حفظه الله أن التطرّف أبقانا ٣٠ سنة في طور الصمود لمواجهته، ولن يكون هناك ٣٠سنة أخرى نحارب التطرّف من جديد بل انفتاح على العالم، والانفتاح يعني انطلاقه إلى الأفق البعيد نستلهم ما فاتنا ونعيد تنظيم حاجاتنا ونصوغ أحلامنا كيفما نريد بواقع حضاري متطور متوافق مع التطلعات العالمية لنيل حريات حضارية وثقافية تتوافق مع حقوق المجتمع المتطور الذي يصوغ ثقافته مع ثقافة المجتمع المبتكر، هناك تعايش يكفل للجميع حريات خاصة لم تكن واضحة.

فالحرية تعني قمع المعاناة التي يعيشها أبناء المجتمعات الأخرى، ونبذ العنصرية المذمومة في ديننا أولًا، ودنيانا داخل مجتمعنا الذي ربما تظهر به العنصرية من آونة لأخرى.

آمال الضويمر

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “مشروع نيوم والمستقبل

د. جمعان الغامدي

كتبتِ فأجدتِ ابنتي ، حفظك الله كشابة يعول عليها أيصال مفاهيم جديرة بالقراءة لمن لم يتفهم نيوم وافاقه المستقبلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *