لقد بدأت أتتبع منذ مدة أخبارًا من نوع خاص لعلي أجد ضالتي بين ثنايا السطور إن لم أجدها في ما نشيت عريض، ولا أشد من لهفتي لمعرفة تجارب الشعوب عندما أواجه مثل هذه المشكلات، فكانت وجهتي نحو أخبار القارة الأسترالية بعد أن طالعتنا نشرات الأخبار بموضوعات مشابهة لمادة البحث، فبدأت بأخبار حيوان الكنغر الذي تكاثر بشكل غير مسبوق في القارة الزراعية والرعوية.
وإذا بالحل هو حث السكان على أكل المزيد من لحوم الكنغر، مثلما حدث مع تزايد أعداد الأرانب عندما أدخلها المهاجرون الأوربيون معهم ليحدث التوازن البيئي المنشود، فرغم تشابه المشكلة؛ بالتأكيد لا تتشابه الحلول لماذا؟ لا تستعجلون! الموضوع فيه إنّ، ولسنا بصدد سرد قصة إنّ، ولكن دعونا نتريث ونبحث عن حيوان آخر.
عدت لمحرك البحث فوجدت تزايد أعداد الجِمال التي أكلت عليهم الأخضر واليابس وعثت في المراعي، ولا أشك في إدراك القارئ الكريم أن الحل شبيه بسابقه، إلا أنهم قد يستعينون في هذه المرة بآكلي لحوم الجمال وبالعافية، “محل ما يسري يمري”.
لكن أيضًا هذه المرة الحل لا يصلح لنا، تشابهت المشكلة وتباينت الحلول، فوجدت أنه لا مناص من الاستعانة بأولي الألباب والمعنيين بمثل هكذا مشكلات، والسؤال بحق من المسؤول عن حل مشكلة القرود؟ التي بدأت تفوق سكان القرى التى تكاثرت في جبالها في العدد، ولاسيما في المناطق التي وقفت على الضرر فيها في محافظات شمال مكة وعلى وجه الخصوص قرى محافظة الكامل، فما فتأت تعبث بالمزارع وثمار النخيل والحمضيات والمحاصيل وحظائر الأغنام ومنازل السكان وممتلكاتهم، وما عادت تترك منها بيت مدر ولا حجر، وبما أن بحثي عن حلول لم يسفر عن إيجاد حل ناجع؛ فإني أضع بين يدي من يهمه الأمر و ذي العلاقة، وأقول: جد لنا حلا فقد ضقنا بها ذرعا!
فالح الهبتلي
مقالات سابقة للكاتب