شمنصير الجبل الشامخ الذي ظل يرقب الديار من حوله منذ أن خلقه الله يقف بزهو وشموخ .. لا يجسر على دخول حماه أحد ولا يرنو إليه كائنا من كان إلا رافعاً رأسه للأعلى كرمز عرفه أبناء محافظة الكامل للشموخ والعلو ، فأحبهم وأحبوه وعرفوا له قدره ..
شمنصير وإن كان جبلا تعلق به انسان المكان فلا يغيب له ذكر عن مجالسهم وأحاديثهم .. فهذا يراه وجهة سياحية لم تستغل .. وذاك يراه محمية طبيعية وأرض بكر لم تعبث بها يد الإنسان و يجب أن لا يعبث بها أحد .. وآخر يراه مصدر رزق للمنتفعين بما حباه الله من خيرات المراعي وعسل النحل البري والصيد ونحوه ..
لكن الجميع يعلم أنه لا يجرؤ على صعوده إلا أولوا البأس والقوة ، فمن يتسلق قمة بلغت 1600 م ارتفاعا وتضاريس صخرية صعبة وأحرف من جبال يعلو بعضها فوق بعض؟ .
ولكن دوام الحال من المحال .. يبدو لنا أن المعادلة ستتغير أيها الجبل الصامت وبدأ الجميع يخطب ودك ومن كنت تنظر إليهم من علو سينظرون إليك من أعلاك ، عما قريب سنضئ لك ليلك فلا يغشاك السواد ونؤنس لك وحدتك ونزيل عنك وحشتك ونمد إليك طريق الوصل ونأتي إليك متى شئنا وسنجلس منك حيثما شئنا ونشاركك الهواء والسماء ، فهل تعلم ماذا بيت لك القوم .. وهل أنت مستعد للتغيير؟
هل يا ترى سترانا ضيوفاً كراماً أم معتدين؟
هل ستحسن ضيافتنا وترحب بنا ؟
وماذا عساك يا ترى بعد طول المدة وكثرة الزائرين هل ستألفنا؟ وتحزن لفراقنا ؟
هل ستتحمل منا خطأنا ؟ لن نخطئ كثيراً ولكنا سنكسر غصنا ونزعج قليلاً بعض ساكنيك
لا خيار أمامك فنحن قادمون إليك .. فتأهب والبس حلتك الجديدة .
فالح الهبتلي
مقالات سابقة للكاتب