معرض الكتاب .. عرس الثقافة

مما جاء في الكتب العربية القديمة أن أديباً دخل على الخليفة عبد الملك بن مروان فوجده يقرأ، فقال له: يا أمير المؤمنين ،إن الكتاب أنبل جليس، وآنس أنيس، وأصدق صديق، وأحفظ رفيق، وأكرم مصاحب، وأكتم محب ، يحكي لك، ولا يحكي عنك. في الليل نعم السمير، وفي النهار نعم المشير. فقال عبد الملك بن مروان: لقد حببت إلي الكتاب، وعظمته في نفسي، وحسنته في عيني. صدق  القائل: ” إذا أردت أن تُسعد إنساناً فـحبِّب إليه القراءة.

كم هو جميل ذلك الوقت الذي تمضيه مع الكتاب فأنت من خلال القراءة تكتسب ثقافة عالية، ورصيد لغوي كبير وبالتالي تستطيع أن تعبر عن نفسك بدقة أكبر. ويتحسن أسلوبك ككاتب أيضاً وإن كنت طالباً فهذا يعني تفوقاً دراسياً . . إن الذي يملك المعرفة هو الذي يملك القوة.

لابد أن تُصبح  القراءة  جزءا من برنامجك اليومي ، وحينها ستلمس الفرق الكبير الذي ستُحدثه القراءة على مستوى تفكيرك، أو قراراتك،

أحياناً أشعر أن كتاب وكوب من الشاي.. هم قمة المتعة.. على الأقل بالنسبة لي. 

و يحضرني اعلان طريف لأحد مطاعم الوجبات السريعة حيث الاعلان يتحدث عن سعر مخفض لأحد الوجبات الشهيرة يقول الإعلان … ( اللي بيننا أكبر من الفلوس ! ) في إشارة للسعر المخفض للوجبة ! وليتنا  نخاطب الكتاب بنفس العبارة ! ومع ذلك لايزال البعض ينفق على تحسين رأسه من الخارج أكثر مما ينفق على تحسين رأسه من الداخل !

ومعرض جدة للكتاب  تظاهرة ثقافية عريضة وعرس ثقافي كبير ينتظره أصدقاء الكتاب وعشاق المعرفة بلهف كبير وسعادة غامرة .الكتاب أنفع صاحب ، وأوفى صديق ، وأنبل رفيق ، وللعشاق معه ألف حكاية وحكاية !

وبمناسبة – افتتاح معرض جدة للكتاب – هذه بعض الارشادات لتكون زيارتك للمعرض زيارةً ممتعة وتسجل لك كإنجاز شخصي تفتخر به ضمن إنجازاتك الشخصية خلال هذا العام : 

– أعد قائمة مسبقة بعناوين الكتب التي ترغب في اقتنائها .. يمكن الاستعانة بقائمة أفضل مائة كتاب أسري للدكتور علي الشبيلي ( متوفرة على النت ) .

– لا تنخدع بالعناوين البراقة مثل: الوصفة السحرية للتخلص من الكرش في أسبوع ! أو  كيف تتزوج زوجة ثانية بدون مشاكل !!

– للتعرف على الكتاب اقرأ المقدمة ، تصفح الفهرس ، اقرأ ملخص الكتاب على ظهر الغلاف الأخير ، لا تخدعك عبارة: ( الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم ) 

– تعرف على خارطة المعرض للوصول لدار النشر التي تريد فالمعرض أشبه  بالمتاهة !

– أخيرا إذا ضعفت همتك عن زيارة المعرض فهناك المتجر الالكتروني الرسمي للمعرض ( بوكس. كوم) تستطيع أن تطلب أي كتاب ويتم التوصيل بسعر رمزي 5ريالات فقط للكتاب .

ولا تنس أن تصطحب أبناءك معك لتبني بينهم وبين الكتاب علاقة وطيدة تسهم في بناء شخصياتهم ، ويكون الكتب صديقهم الأشد وفاء  في قائمة أصدقائهم . 

عبدالرحمن مصلح المزروعي – مكة المكرمة

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “معرض الكتاب .. عرس الثقافة

محمد المعاطي- قديد

القراءة مهمة للإنسان مثل الطعام والشراب
لكن من المؤسف أن بعض الشباب تنتهي علاقته بالكتاب منذ أن يتخرج من الجامعة فتجده بعد عدة سنوات كأنه أمي لا فكر ولا ثقافة ولا يعرف يتكلم في أي موضوع غير سواليف الاستراحات والسيارات والغنم أو الكورة لكن غيرها لا تدور.

متعب الصعيدي

الحمد لله هناك عودة للكتاب مع كثرة الملهيات
زرت معرض الكتاب بجدة فسرني كثرة المقبلين على المعرض وحوكة الشراء وهذا مؤشر جيد ومصدر تفاؤل لأن الغرب ما سبقونا إلا بسبب القراءة والإطلاع فنموا تفكيرهم وطوروا عقولهم فتطوروا في محالات الحياة من صناعة وتحضر ونظام ورقي
شكراً على المقال يا أستاذ عبدالرحمن

محمد الصحفي

يقول أحد الفلاسفة : ” الكتب سعادة الحضارة بدونها يصمت التاريخ ويخرس الأدب ويتوقف العلم ويتجمد الفكر والتأمل “
بورك فيك

أ. نويفعة الصحفي

ليست المرة الأولى أزور فيها معرض الكتاب ..فلقد سبق لي زيارته لسنوات عدة ، ولكن هذ المره حقيقة استوقفتني سعة المعرض ومحتوياته وتنوعها ، ولعل شموله على ما يقارب من 6 منصات لتوقيع المؤلفين والمؤلفات والي بلغ عددهم تقريبا 115 رجلا و106 سيدة ..هذا العدد بصراحة اتاح الفرصة بشكل كبير لمشاركة هؤلاء في هذا المحفل الثقافي الكبير ..ومما ثار اعجابي توفر مايقارب 100 شاشة تفاعلية الكترونية لرفع العناء والمشقة ، والتسهيل على الزائرين في البحث عن عناوين الكتب ، واماكن تواجدها ،غبر ارشادهم بالخرائط التوضيحية لدور النشر والمؤلفين ، والوصول لها بكل سهولة . وهذه بلاشك عوامل جسدت لدينا ثقافة الكتاب والذي يعد جزء من نسيج المجتمع السعودي ..
نعم بالفعل عرس ثقافي كبير . و ما أورده كاتبنا الاستاذ عبدالىحمن لا يستلزم مني المزيد إلا إنها أمور أعجبتني فأحببت أن أشير لها . نشكر له ما خطه قلمه وفكره بارك الله فيه ..

أبو تركي الصحفي

مقالك فيه من المتعة ما تجبر القارئ أن يعيد القراءة أكثر من مرة . ولو أنه ما كتب إلا هذه العبارة في مقالك كله لكان هو ما عليه الآن
((…وليتنا نخاطب الكتاب بنفس العبارة ! ومع ذلك لايزال البعض ينفق على تحسين رأسه من الخارج أكثر مما ينفق على تحسين رأسه من الداخل !)
رائع رائع ….
شكرا لك أخي

ابواحمد

من يعيرني ؟؟؟؟ اقرأ بها وهنا يجدر بنا العودة لبيت الشاعر الذي يقول ياليت الشباب يعود يوما واقرأ كل الكتب
على زماننا نذهب الى مكتبة المدرسة ونستعير الكتاب لنقرأ ووقتها كانت الكتب تنعد على الاصابع وممزقة وحالتها يرثى لها ومع هذا كنا مستمتعين بها جدا وبعدها بيوم نسمع لبعضنا هذه الكتب والقصص فعلاً كان زمن الطييبين كل شي فيه جميل واليوم المتب تنادي ولا مجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *