يقول “عاتق بن غيث البلادي” في مذكراته:
( منذ أن عرفنا المدرسة وعرفنا هذه العطلة الطويلة، تقلبت بنا الأمور، فكنا أنا وبعض زملائي نقضي منها شيئًا في وادي فاطمة، الذي كان يسمى الوادي الأخضر، فحينًا كنا نشتغل بالأجرة في قطفاف البامية والبندورة والخربز، وحينًا في تجهيز البرسيم ومثله.
وفي كل هذا كنا نرعى كما يرعى البهم، فنأكل البامية نيئة، والبندورة والخربز، وكل ما تقع أيدينا عليه، وكان أهل الوادي أجوادًا، لا يمنعون أحدًا عن ذلك.
ذهب الوادي الأخضر اليوم وجفت عيونه، وغابت نضارته، وجلا جلّ أهله.
أما في الحج ـ وكان أهل مكة لا يخلف منهم رجل ـ فقد ابتكرت لنا أم زياد بسطة في منى، نبيع فيها الحمص الذي كان يشتريه كل الحجاج، يهدونه إلى أهلهم إذا عادوا إليهم، وكانت تجارة مربحة ).
مهدي بن نفاع مسلم القرشي
مقالات سابقة للكاتب