ما دعاني لكتابة هذا الموضوع، تعليق أحد المعلقين على خبر من أخبار هذه الصحيفة، منتقدًا أفراحنا، أنه ليس فيها فرق لدق الطبول والرقص وإن كان بعضها لا يسلم، فكان التعليق أن معظم أفراحنا كالعزاء.
فقلت سبحان الله، حينما يبتعد الناس عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكلفون أنفسهم فوق طاقتهم، ويصبح الأمر المخالف للشرع حجة، فما يفعل في عزائنا ليس على شرع الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا ما يفعل في أفراحنا كذلك .
تعب شبابنا وتعسرت الطرق في سبيل زواجهم بسبب تكاليف الزواج، وأصبح الواحد منهم يفكر ألف مرة قبل الإقدام على الزواج، من كثرة التكاليف، حجز القصر، وحجز المطربة، وحجز الذبائح، وحفلات متعددة؛ خطوبة، وملكة، وراية، ويختمها بليلة الزفاف، والحجز للفندق والسفر، كل هذا تحت ذريعة (أنا لست أقل من الناس).
فهل هذا من السنة في الزواج وتيسيره، والأمر فقط كان بوليمة ولو بشاة، والضرب على الدف عند النساء لإعلان الزواج لوقت قصير، وليس سهرًا حتى الفجر، ومفاخرات وتنافس في الزينة والفساتين وملابس الشهرة.
وهل عزاؤنا وما يفعل فيه؛ حتى أصبح كالفرح في عقود اللمبات، وفرش المكان، ورص الكراسي، وتعطل عن العمل لكل أقارب الميت القريبين والبعيدين، واجتماع معظم أفراد الفخذ لمدة ثلاثة أيام وأحيانا لأكثر من ذلك، فهل هذه السنة في العزاء؟! أم عزاء أقارب الميت في أي مكان يقابله فيه من غير تكلف، وعظم الله اجركم وأحسن الله عزاءكم، وانتهى العزاء، حتى أصبح العزاء كمثال على الأفراح والزواجات التي ليس فيها دق الطبول والرقص.
يسروا أمر الزواج، فالبيوت ملأى بالبنات، واقبلوا من ترضون دينه وخلقه، وحبذا لو أن شيوخ القبائل مع المسؤولين يضعون اتفاقا يقبل به الجميع فيه التيسير على الناس وقلة التكلفة في الزواجات منعا للإسراف وتيسيرًا على الشباب.
من الاقتراحات: الزواج الجماعي، اقتصار دعوة الزفاف على الأقارب فقط، أو منع الرفد في الزواج إلا من الأقارب، أو اقتراحات أخرى علها تجد أذناً تسمع وعقلاً يستجيب.
وانظروا إلى الرابط التالي عن السنة في الزواج وكذلك السنة في العزاء .
علي أحمد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب