هذه حروف خطتها يدٌ مباركة بين دفتي كتاب ( لأنك الله ) حروف يخيل إلىّ أنها كتبت بمداد من ذهب وقلب صادق ونية صالحة. إن كاتب هذه الحروف سأل الله في مقدمة كتابه أن يُشيعَهُ بين الناس وها أنا أفعل ولعلها دعوة سرت في جوف الليل الآخر فاستجيبت !
وأنا على يقين بأنك ستنعم مع هذه الحروف برحلة مع أسماء الله الحسنى ستزداد على إثرها إيماناً ويقيناً وعبادةً وخضوعاً ثم أنساً وسعادةً وهناءً . إننا بدون معرفة أسماء الله الحسنى أشبه بمن يهيم على وجه في مجاهيل الصحراء .
هو أجمل ما قرأت من سنين طويلة قطفت لكم منه بعضاً من حروفه تشجيعاً على اقتنائه وحثاً على شرائه . و ددت أن يحلّ ضيفاً على كل بيت ! ويجد متسعاً عند رأس كل مريض ! وصدر كل مهموم و بين يدي كل قارئ.
عشرة أسماء يستعرضها المؤلف بتناغم جميل يأسرك حديثه يأخذ بمجامع قلبك ثم لا يدعك إلا وأنت تسبح في ملكوت عالم قدسي من الجلالة والكبرياء والعظمة .وتتذوق لذيذ الإيمان وصدق المناجاة ورحيق الحب وحديث الروح :
حديث الروح للأرواح يسري
وتدركه القلوب بلا عنـاءِ
إنه حديث . وليس أي حديث ! حديث عن من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. يستهل حديثه باسم الله الصمد والذي نكرره في صلواتنا يوميا دون فهم عميق فيقول باستطراد عذب :
اسم الله (الصمد) سيمدك بكل ما تحتاجه لتكون قوياً في هذه الحياة وتجابه واقعك بشموخ وتتجاوز عُقدك بعزيمة. ابدأ مع الصمد عهدا جديدا ثم ثق أن الغد سيكون أفضل من اليوم…وبكثير!! الصمد اسم كما ترى بالغ الهيبة قوّي الحروف شامخ المعنى ذو جلالة خاصة . قليل الذكر والورود. عدل بوصلة قلبك باتجاهه ثم سر إليه ولو حبوا على ركبتيك حتماً ستصل (فأينما تولوا فثم وجه الله ) .
عش مع اسم الله (الشكور) تأمل ظلال هذا الاسم العظيم امسح تجاعيد الحياة المتعبة بمعاني هذا الاسم الجليل فمن شكره سبحانه أنه يوفي الحسنات ويعظم الاجور . تعمل صالحاً يستحق أجراً مثله فيثيبك بعشرة أضعاف والله يضاعف لمن يشاء . قرأت قديماً في أحد المجلات قصة كتبتها صاحبتها : أن سائلاً طرق بابهم في صباح ذات يوم فأخرجت من محفظتها آخر مئة ريال وأعطتها ذلك السائل ..وكانت روحها تهمس يا الله العشرة أضعاف … العشرة أضعاف. تقول دخلت المطبخ وصنعت فطوراً لزوجي ,وبينما هو يتناول الإفطار إذ به يتذكر البريد ويقول هناك ظرف لكِ استلمته البارحة من البريد , قامت الزوجة لترى ما في الظرف فذا به شيك بنكي أُجرة مقالة كتبتها في إحدى الصحف ومن العجيب أنها كانت الف ريال ! انتهت
والشي بالشيء يذكر! لي فترة أكتب هنا ولم يصلني أي شيك ! غريبة !! يبدو أن المشكلة في البريد) !!
الآن وبعد هذا الابحار الهادئ مع بعض أسماء الله الحسنى لم نأت إلا على شيء يسير من معانيها . إنك كلما ازدت معرفة به ازدت حباً له واستقامةً على أمره وأزدت عملاً صالحاً تتقرب به إليه ونلت به سعادةً الدارين.
أقول ليتك تبحث عن ملاذ آمن تخلو به مع صفحات هذا الكتاب النفيس والسفر البديع . أنا أحثك على الجلوس معه والخلوة به في لحظة صفاء للنفس وحيداً مع نفسك لتستمتع بحديثه وترتشف من معينه كلمات عذبة ومعانٍ خاشعة تعانق شغاف قلبك وتصافح طيف وجدانك .
إنها حياة جديدة حياة مع الله .الله (هل تعلم له سميّا ) ؟
عبدالرحمن مصلح المزروعي
مقالات سابقة للكاتب