في عيدنا الأضحى تجتمع الفضائل والخيرات منذ بداية هلاله غرة الحج نُكبّر الله ونصوم أيامه وعيد حجنا هذا العام ١٤٣٥هجريا شمل قوله تعالى “: ((وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)) والشاهد هو يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة. فهنئيا للأمة الإسلامية بعيد حجها الكبير بشموليته وفضله العظيم !
كلنا نعيش بالعيد فرحة كبيرة بكل معانيها تذوب فيها أحزاننا ونضحي بالدم تعبيرا للفداء الذي شرعه الله لسيد الأنبياء إبراهيم عليه السلام امتثالا لأوامر الله كما تعرفون في قصة رؤيته لذبح ولده إسماعيل وخضوعه لأمر أبيه ونزول كبش فداء عن ذبح إسماعيل فكانت قصة التضحية عيد النحر ورمي الجمرات شريعة للمسلمين
ومن لوازم العيد ومقتضياته الفرح والاجتماع والزينة والتلذذ بالمطاعم والمشارب والتوسعة على الأهل والجيران والشعوب، والانسلاخ من الثارات. ومن سمات العيد سمو النفوس وتكاتف المحسنين على إخفاء معالم الفقر والبؤس في هذه الأيام السعيدة بإغناء المحتاجين وإزالة عوزهم؛ حتى لا يتخلفوا عن جماعة النَّاس ولا تفوتهم مباهج العيد ومسراته في صورة مثالية من المسئولية الاجتماعية.
ويتميز عيد الحج بأنه عيد قوة وعزة للإسلام فهو أكبر تجمع عالمي لإتحاد المسلمين من كل أقطار العالم موحدين الله مكبرين والكل سواسية
و للحجيج ولادة جديدة كما قال صلى الله عليه وسلم يقول : (مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)
والهدية الكبرى للحجاج الجنة لقول نبينا صلى الله عليه وسلم : (الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ) .
وآخر مقالنا سلام للحجيج ؛ تمثلا لقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ * * * عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ في عَرَفاتِ
وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِراً * * * وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ * * * تَزُفُّ تَحايا اللَهِ وَالبَرَكاتِ
لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُم * * * لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصاتِ
أَرى الناسَ أَصنافاً وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ * * * إِلَيكَ اِنتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ * * * لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ
وَيا رَبِّ هَل تُغني عَنِ العَبدِ حَجَّةٌ * * * وَفي العُمرِ ما فيهِ مِنَ الهَفَواتِ
خالد حميد بن نويهر الغانمي
مقالات سابقة للكاتب