من أشهر اختراعاته غواصة أطلق عليها اسم «صقر العروبة» والتي يمكنها الغوص إلى عمق 6525 متراً تحت الماء، متفوقة على العمق الذي وصلت إليه الغواصة اليابانية . وقال أنه في خلال الأربع السنوات التي كان يخترع فيها الغواصة سمع كلمة مستحيل 232 مرة ,(تحطيم) وكان يسجل كل كلمة مستحيل يسمعها فهو يعشق التحدي. (عزيمة تفلق الصخر)
مهند أبو دية من أنشط المخترعين السعوديين الذين تركوا بصمات مؤثرة في الصعيدين العلمي والاجتماعي في مجال الاختراع . مهند نموذج حي لنبوغ أبناء هذا الوطن . ومسيرة المخترعين في بلادنا تزخر بالكثير من هذه النماذج المشرفة والتي تطالعنا وسائل الاعلام كل يوم بصورة أحدهم يقف بكل شموخ على منصات التكريم هنا أو يعتلي منصات التتويج بمختلف الجامعات العالمية. يزهو بهم الوطن ويفخر بإنجازاتهم !
إن الاستثمار الحقيقي يكون في عقول الأبناء الموهوبين، لتنشئة جيل قيادي موهوب، وأن تقدم الدول يُقاس بمدى اهتمامها بالموهوبين ورعايتهم، وإتاحة الفرصة لمواهبهم بتهيئة البيئة التعليمية المحفزة على الإبداع والابتكار.
(إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً، وتورق أغصانه ظلاً يُستَظلُّ به بعد الله لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه، في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن) كانت تلك كلمة – الملك عبدالله رحمه الله – في حفل إطلاق مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين .
ومن أجمل التجارب التي مررت بها خلال عملي بالتعليم فكرة نادي الموهوبين (اضغط على الرابط لمعرفة المزيد عن أنشطة النادي )وفكرة النادي تقوم على أساس ضم الطلبة الموهوبين تحت سقف واحد ! (نشاط لا صفي)وتقديم الرعاية لهم من خلال مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تهدف لصقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم من خلال نشاط يومي في فترة الفسحة وأسبوعي مساء كل خميس .
استطاع النادي أن يفتح أفاقا عريضة أمام الطلاب من البرامج المتنوعة والدورات المتخصصة والمشاركات في المسابقات العلمية كالأولمبياد الوطني في الرياضيات والفيزياء والكيمياء ومسابقات أولمبياد الابداع العلمي على مستوى المملكة . أقول خلق النادي بيئة محفزة على الابداع والنجاح فحقق من خلال مشاركاته عدداً من الجوائز والانجازات على المستوى الوطني والدولي.
عايشت التجربة عن قرب فقد كان النادي كخلية نحل لها دويا لا يهدى برامج قصيرة مسابقات ابتكارات جولات علمية استضافات برامج اثرائية فبالتالي كانت المخرجات كشهد النحل جودة وطعماً . احتفى بالمبدعين في كافة مجالات الابداع بحثا وابتكارا شعرا ونثراً. قدم لهم الدورات المتخصصة شاركهم في المخيمات العلمية والرحلات الاستكشافية والمعارض الثقافية والمراكز العلمية.
ضل النادي معلماً علمياً يضم بين جنباته ثلة من الطلاب المبدعين كنّا نرى ونعايش ابداعاتهم من خلال المعارض التي يقيمونها نهاية العام يعرضون فيها نتائج ابحاثهم وابتكاراتهم العلمية وانجازاتهم المختلفة .
انها فكرة بسيطة نتائجها عظيمة وأثارها كبيرة على المجتمع بأسره . فأبناؤنا يملكون من المواهب والأفكار الكثير وبقدر قد لا نتصوره. فقط دعونا نهيئ لهم المكان ونطلق لهم العنان. أفسحوا لهم المجال ووفر لهم البيئة المحفزة وسترون عجبا ! أراهن على هذا ! إن معظم الاكتشافات والاختراعات الكبيرة والتي تنعم البشرية بها اليوم بدأت بفكرة صغيرة كانت مجرد ومضة حلم ! فباتت واقعاً . قد جعلها ربي حقا .
فمن المدارس تنطلق كل الانجازات حيث يشهد عصرنا اليوم العديد من التغييرات المهمة في مجال المعلومات، والتكنولوجيا، والبيئة، والتعليم، فالمجتمع اليوم يحتاج إلى الأشخاص القادرين على اتخاذ قرارات غير تقليدية، وقادرين على التفكير بشكلٍ مختلف،
دعوة لكل قائد مدرسة يحمل هم هذا الجيل ويحب النجاح والانجاز أن يبادر ويسعى لوضع حجر الأساس لنادي الموهوبين بمدرسته (افعلها الآن) وأهيب بمؤسساتنا وبأولياء الأمور خاصة الميسورين منهم بالدعم السخي لهذه الاندية في المدارس رعاية لهذه الفئة من أبنائنا وقد أتاحت الوزارة الفرصة للدعم من خلال برنامج الشراكة المجتمعية أو من خلال الرعاية الرسمية لمثل هذه الاندية من قبل المؤسسات أو الشركات الخاصة . ولتكن حملة ادعم ناديك لمثل هذه الأندية والتي ستحظى بدعم الجميع بغض النظر عن ميولهم الرياضية فادعم ناديك ! فالعالمية ليست صعبة على أبناء هذا الجيل جيل التقنية !
والفكرة قد تأتي كومضة خاطفة أو خاطرة سريعة أذا لم تقيدها طارت للأبد وقد ترد في لحظة تأمل أو في صورة حلم ويروى أن الصناعي الامريكي هنري فورد كلف خبيراً بإعداد تقرير حول جدارة الموظفين في شركته وبعد أسابيع جاء التقرير ايجابياً إلا في نقطة واحدة تتناول موظفاً واحداً , قال الخبير إنه يبدد أموال الشركة اذ يجلس في مكتبه ورجلاه مرفوعتان على طاولته لساعات طويلة ولا يفعل شيئاً , ويكرر ذلك كل يوم لمدة اسبوع , لكن فورد علق على الأمر بالآتي : قبل سنوات جاءنا هذا الموظف بفكرة درت الملايين على الشركة وكانت رجلاه آنذاك في الوضع نفسه !!
وهذه فكرة لعلها ! تُدر على الوطن عشرات المبدعين أما أنا فدعوني كصاحبنا استمتع بوضع رجلاي على مكتبي !
عبدالرحمن مصلح المزروعي
مرشد طلابي سابقاً بثانوية عين جالوت بمكة المكرمة
مقالات سابقة للكاتب