1777323 زائر قبل أسبوع من نهاية المدة المخصصة لتفعيل المهرجان، إنجاز كبير جداً قياساً بالأعداد التي تسجلها المهرجانات المماثلة، طبيعي أن هذا النجاح غير المسبوق على مستوى المحافظة لم يكن متوقعاً، لكن تبني القائمين عليه آلية تنفيذ جيدة أفضت إلى العديد من نقاط القوة والتميز لعلَّ من أهمها:
1ـ اختيار المكان المناسب الذي يسر للفئات المستهدفة الوصول بسهولة إلى مقر المهرجان والاستمتاع ببرامجه المختلفة.
2ـ قوة الدافعية وتقدير المسؤولية لدى الشباب قادة لجان التنفيذ وفرق أعمالهم الشبابية التي لم تتوانى رغم طول المدة المخصصة للمعرض.
3ـ تعاون أهالي غران الإيجابي المتميز الذي ينم عن إدراكهم لدورهم الاجتماعي بالمشاركة الفاعلة في كل عمل بناء يهدف إلى تنمية المحافظة قاطبة.
4ـ حنكة المحافظ الدكتور فيصل الحازمي في توزيع الأدوار، وتفعيل مشاركات المراكز الإدارية التسعة التي فاجأت الجميع بتفاعل قوي أكد حضورها البناء وقدرتها على لعب أدوارها في أي برنامج مستقبلي بكل جدارة.
5ـ مشاركة بعض الدوائر الحكومية في المحافظة وتفعيل أدوارهم المجتمعية.
6ـ الزخم الإعلامي الكبير جداً داخل وخارج المحافظة الذي ساهم بصورة فاعلة في جذب شخصيات ونخب اجتماعية كبيرة لزيارة المهرجان الأمر الذي ساهم في التسويق الدعائي لفعالياته ودفع المزيد من الجمهور لزيارته والاستفادة من برامجة.
7ـ حسن اختيار البرامج والمناشط المفعلة بما يرضي أذواق الجمهور على مختلف أعمارهم ورغباتهم المتعددة.
8ـ التفاعل النسائي الكبير لسيدات المحافظة في المدارس وفي اللجان والجمعيات النسائية أحد أهم عناصر نجاح المهرجان، وقد أثبتنَ بما لايدع للشك مجالاً قدرتهنَّ الفائقة على تحمل المسؤولية كاملة، والمساهمة الإبداعية في كل ما يُوكل لهنَّ من مهام.
9ـ استثمار اللجان الأهلية الأمثل لهذا الحضور الجماهيري العائلي الكبير، ومن شواهد ذلك على سبيل المثال لا الحصر النجاح المتميز للجنة الثقافية النسائية المتمثل في استقطاب أكثر من 500 سيدة من متذوقات الشعر والأدب والثقافة في المحافظة في أمسية فاق نجاحها كل الرهانات، وكذلك إبداع مركز فتاة غران في الترويج لمناشطه من خلال أمسية خاصة ببرامجه نالت استحسان الحاضرين.
10ـ الاستقطاب الأمثل لمناشط المدارس “بنين ، وبنات” من خلال تجهيز المسرح الملائم لتنفيذ مناشطهم وتحفيزهم لإظهار إبداعاتهم بالصورة التي أذهلت المتابعين.
11ـ المحافظ الدكتور/ فيصل الحازمي، كان نموذجاً رائعاً لتواجده المستمر في مقر المهرجان، وحضور الفعاليات، وتحفيز الجميع، على الرغم من الغياب الواضح لكثير من مديري ورؤساء الدوائر الحكومية المختلفة الذين عزَّ عليهم دعم هذا المهرجان الاجتماعي الهادف.
وكذلك لا يخلو المهرجان من نقاط الضعف شأنه شأن أي عمل مجتمعي آخر ومن ذلك:
عنوان المهرجان “اسمه” لا يتفق مع مناشطه المختلفة؛ فرغم تواجد فرع الزراعة بخليص وتبنيه للمهرجان كحاضنة إدارية مشكوراً إلاّ أنّ الغياب الكامل للمرافق والمؤسسات الزراعية والحيوانية التي يشرف الفرع مباشرة على نشاطها؛ أحسبه نقطة ضعف كبيرة ينبغي أن تستدرك مستقبلاً، فمثلاً تحتضن خليص عشرات المزارع الكبيرة في مجالات الثروة الحيوانية ومن ذلك تربية الخيول، وقد استضافت إحداها العام الماضي استعراضاً كبيراً للخيل العربي شرفه محافظ خليص آنذاك، وقد شاهدنا فيها خيول حازت على جوائز عالمية في ميادين السبق في باريس ودبي وغيرها،ولم نجد لها أو لمثيلاتها حضوراً في المعرض الزراعي، وكذلك مزارع الدواجن التي فاقت 25 مزرعة من أكبر مزارع الدواجن في المنطقة لم يكن لها أي مشاركة، ومثلها العديد ذات الاختصاص في تربية الماشية والإبل وغيرها، لامجال لذكرها.
ولا أنسى أيضاً غياب “رابطة خليص الخضراء” التي باركنا قدومها عندما أعلنت انطلاق برامجها وروجت لها الصحف الإلكترونية بالمحافظة كرمز للعمل التطوعي المتحضر الذي يعنى بنباتات المحافظة المتنوعة، ويحد من الأضرار التي لحقت بها نتيجة للتصحر والرعي الجائر، وإهمال الجهات المعنية برعايتها، كل تلك ومثيلاتها لا تقلل من نجاح المهرجان ومستوى الأداء المتميز الذي قدمه القائمون عليه، إنما جاء ذكرها لتفاديها مستقبلاً.
أخيراً نبارك هذا العمل البناء، ونثمن جهود القائمين عليه، ونشد على أياديهم لتكرار التجربة، داعين لهم بالتوفيق والسداد.
محمد صامل الصبحي
محرر سابق بصحيفة “المدينة”
مقالات سابقة للكاتب