يظل بناء الأوطان ونماؤها ورخاؤها هدفًا تسعى له جميع دول العام كافه، وتُجنِّد له الطاقات البشرية والمادية، و هذا البناء يتطلب ثمنًا باهظًا ماديًا ومعنويًا وحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظها الله لا تألُ جهدًا وبذلًا سخيًا من أجل بناء الوطن المتحضِّر والإنسان الذي يستطيع التعايش مع متطلبات العصر الحديث.
ومحافظة خليص بكافة مدنها وقراها تعد جزءًا لا يتجزأ من هذا الوطن الغالي، والمتتبع لمسيرة محافظة خليص يرى كيف أنها تحظى باهتمام كبير من أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين سمو سيدي الأمير خالد الفيصل، ونائبه سمو الأمير عبدالله بن بندر، اللذان يعملان بكل اهتمام ليكملا بناء وتنمية من سبقهما في هذه المحافظة وترسيخ قواعد البناء الحديث المتمدِّن لتكون النقلة النوعية للبناء والتنمية الشاملة في محافظة خليص لتكمل مسيرة بناء الإنسان والمكان بأسلوب أكثر حداثة وتطور وبلغة عصرية ليكون التميز والجودة في التصميم والتنفيذ عنوان المرحلة الجديدة التي أصبح فيها بناء محافظة خليص يقف على أعتاب عصرٍ جديد من العمل والعطاءات المواكبة لمستجدات الحياة وأصبحت تتطلب أكثر من ذي قبل للقدرات المالية والبشرية ذات القدرات المتمكنه لتسخير الإمكانات وثقافة التطوير المتحضر بإصرار وعزيمة المواطن المخلص.
ولعل أبرز خطوات هذا الدعم تمثلت في تكليف الدكتور فيصل الحازمي لقيادة هذه المحافظة، هذه الخطوة التي ملأت صدورنا -نحن أبناء هذه المحافظة- حبًا وإخلاصًا وولاءً للوطن وقيادته الكريمة.
ولعل الأمر هنا يقودنا لنطل سويًا من شرفة ذلك المساء الفاخر الجمعة ٢٨ جمادى الثاني ١٤٣۹هـ، ومع مسابقة محافظة خليص الكبرى للمبادرات الإبداعية التي كانت تحت رعاية محافظ خليص الدكتور فيصل بن غازي الحازمي.
خمسٌ وثلاثون مبادرة أضاءت سماء المحافظة وكان الإعلان عن نتائجها ضمن فعاليات مهرجان خليص الزراعي السياحي الترفيهي الأول والذي تشرفت باستضافته مدينة غران، تلك المبادرات جميعها منبثقة من ملتقى مكة الثقافي تحت شعار”كيف نكون قدوة؟” ومبادرات ذات منهجية واضحة وأهداف سامية ساهمت في بناء الإنسان والمكان.
وكل متتبِّع لهذه المبادرات وفي كلمة حق تقال يرى أن كلا منهما خدمت المجتمع وحققت ما هو جدير بالإشادة والدعم في بناء الإنسان والمكان فرديةً كانت أو جماعية ولست هنا بصدد التقييم إنما ما أعنيه أكبر من ذلك بكثير وهو وجود هذه المبادرات وغيرها من الإبداعات التي سطعت في سماء هذه المحافظة وعلم بها وقدّرها القاصي والداني كل ذلك فخرٌ لنا جميعًا، فكأني بها بساتين أينعت ثمارها وحان حصادها؛ فهذا حراك ثقافي عشنا جماله وتصدّر أروقة التميز وهنا عمل اجتماعي فرض وجوده وهناك مجال صحي له صولات وجولات، وتعليمي يشار له بالبنان، وكلها قُدِّمت بروح عالية، وهذا العدد الكبير من المبادرات والجهود الجبارة والخدمات الجليلة التي تحققت من وراء كل مبادرة أمرٌ في حد ذاته يستوقف كل ذي لب؛ ليؤكد تمامًا أننا نمتلك قدرات فائقة ومقومات عظيمة نستطيع بل استطعنا أن نحقق الكثير.
والحديث لا يتسع للمزيد فالعمل الناجح يتحدث عن نفسه، إلا أن الحديث عن تلك المبادرة التي وبكل أمانة ومصداقية حكمت عليها بالنجاح عند حضوري لها في أول خطوة تنفيذية لها على أرض الواقع .. مبادرة “الوقاية غاية” وباسم مركز فتاة غران الشريك الرسمي لها، قلت في ذلك اليوم في حديث موجه لفريق المبادرة من معلمات وطالبات وعلى مرأى من الجميع: هذه المبادرة تحمل مقومات العمل الناجح والمتمثلة في الاحترافية العالية في تنفيذ التجارب من قبل الطالبات، والفريق الباذل للجهد بسخاء من المعلمات المجتهدات فكرًا وعملًا .. استمروا ووثِّقوا منجزاتكم فسيكون لكم شأن “، فلا غرابة فيما تحقق، واختم حديثي بقولي: لنعمل ونركِّز على الهدف والمضمون والمنفعة وستكون الثمار يانعة للجيل القادم بحول الله.
أ. نويفعة الصحفي
رئيسة المجلس الاستشاري النسائي واللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص، ورئيسة مركز فتاة غران ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
مقالات سابقة للكاتب