صحيفة غراس الالكترونية > مقال الأسبوع > تسعٌ .. بعد ثمانين تسعٌ .. بعد ثمانين الكاتب: أ. أحمد عناية الله الصحفي 27 أبريل, 2014م 8 2716 بيتٌ كبير ، وسط عالم متغير مضطرب ، داخل البيت أبناء وأحفاد ، ووسط هذا البيت رجلٌ كبير ، له أخوة في قطاعات شتى ، متباعدةٌ بينهم الدروب ، وكذلك المسافات ، وهناك أصدقاء بالطرف الآخر ، وأعداء كُثـُر من كل حدب وصوب ، شاخصةٌ أبصارهم نحو البيت ، يقذفون نحوه بشرر ذات لهب ، وداخل البيت أبناء وأحفاد ، لهم بعض الحاجات ، وتتوق أنفسهم إلى عالم متطور متجدد ، وداخل البيت بقعة ، هي أهم ما في البيت ، عليها حراسة شديدة ، أرضية وسماوية ، وهي أزلية عتيقة مباركة ، تهوي إليها الأفئدة ، وتتحرك صوبها القوافل الإيمانية . تمر بهذا البيت عواصف وأعاصير ، وربما تموج عليه مياه البحار ، وتتلاطم قريبة منه ، غير أنها تتكسر تلك الموجات بعيدة عنه ، وما تلبث أن تهدأ تلك العواصف ، وتتوقف الأعاصير ، وتزهو نفسك وأنت تلقي نظرة على هذا البيت وهو يخرج بعد كل تلك المحن والصدمات وهو في أبهج صورة ، وأكثر ثباتاً ، وأقوى ساساً ، وأمتن عوداً ، وقد كنت تظن أن أركانه قد اهتزت ، وأن ثوابته ربما أصبحت تساير العصر ، وأن أحد أبنائه أو احفاده قد غير أو بدل ، لكن تتفاجأ أن الرجل الحكيم يدير أمور البيت باقتدار ، ويبني بإتقان ، وينهج نهج الحكماء ، التفّت حوله القلوب ، واجتمعت عليه العقول ، تولى أمر البيت وهو في الثمانين من عمره ، ومضى يسيّر دفة الأمر تسع سنوات ، وكانت مخرجاتها تعد ثلاثة أضعاف عمرها ، وإن كان الأبناء والأحفاد يطالبون بالمزيد ، إلا ان الرجل الكبير الحكيم يذهل الكل ، ويقدم ما يعجز عنه الغير ، ومع ذلك يمد يده للأخوة والأشقاء والأصدقاء ، وهو شوكة في حلوق الأعداء ، وهو المعادلة الصعبة أمام كل من يريد أن ينال أو يقترب من البيت ، نعم الأب ، ونعم القائد ، ونعم الملك ، عبد الله بن عبد العزيز آل سعود . نسخة PDF مقالات سابقة للكاتب