القياس والتشخيص المبكر ثقافة حياة وضرورة:
في ظل تزايد أعداد الطلاب الملتحقين بالمدارس في كافة المراحل وتباين الحالات النفسية والصحية لكل طالب / طالبة ، تزداد الحاجة إلى وجود الاختبارات النفسية والتربوية التشخيصية المبكرة للحالات المحتمل وجودها؛ كحالات ذوي القدرات الخاصة أو صعوبات التعلم التي تتطلب تأهيلًا خاصًا وبالتالي العمل على توجيه تلك الحالات توجيهًا تربويًا للمسار المناسب لكل حالة، لا سيما مع وجود أسر تجهل تشخيص واكتشاف مثل هذه الحالات بين أفرادها .
وانطلاقًا من أهمية اكتشاف مثل هذه الحالات مبكرًا، أولت وزارة التعليم عناية فائقة بهذا الأمر وتم تشكيل لجان متخصصة تضم مختصين ومختصات من نُخب الميدان التربوي ضمن فرق التربية الخاصة ( القياس والتشخيص ) في المدارس تلك اللجان التي يُعنى بها تشخيص الحالات مبكرًا أو الحالات التي استجدت وتحويلها للمسار التربوي المناسب ( تعليم عام أو مسار التربية الخاصة أو صعوبات التعلم )
النطاق الجغرافي لمكتب التشخيص بخليص:
ولتسليط الضوء بشكل أكبر التقت صحيفة غران التربوية والأخصائية النفسية الأستاذة فايزة المالكي بالابتدائية الثانية بخليص من منسوبات مكتب التشخيص المبكر ومن المهتمات في هذا المجال وذكرت لنا أن النطاق الجغرافي الذي يخدمه مكتب التشخيص المبكر في الابتدائية الثانية التابعة لمكتب التعليم بمحافظة خليص بإشراف ومتابعة رئيسة الشؤون التعليمية الأستاذة زكية الصبحي هي : [ رابغ – ثول – عسفان – القضيمة – خليص ] حيث يتم تشخيص الحالات وبناءً عليه تحول الطالبة للجهة التربوية المناسبة سواءً تعليم عام أو تعليم خاص، ومن مهام المكتب أيضًا استخراج تقارير نفسية معتمدة من وزارة التعليم.
عدد الحالات:
وحول الفصل المُعد للتشخيص في الابتدائية الثانية في خليص أوضحت الأستاذة فايزة المالكي أن عدد الحالات أربعة عشر حالة ما بين طالبات فكري وبصري في المرحلة الابتدائية وثلاث طالبات بالمتوسطة الثالثة بخليص وست طالبات بالثانوية الثانية، هذا ويوجد فصل سمعي بالابتدائية الثانية ولكن لا يوجد به أي طالبة.
الفصول والإستراتيجيات:
أما عن فصول التربية الخاصة فهي تشمل خدمات مساندة: كالاخصائية النفسية، ومدربة النطق والتخاطب، وهناك فصول خاصة مُجهزة ومُعدَّة وفق طرق تعليم خاصة ومنهج خاص بمثل تلك الحالات.
وحول الدمج مع التعليم العام أوضحت الاخصائية النفسية أن الدمج يتم في الفسحة فقط. وأضافت أن جميع المعلمات المكلفات هن من المؤهلات والمتخصصات بالتربية الخاصة، يستخدمن استراتيجيات خاصة بتلك الفئة كخطط فردية وتربوية لكل طالبة وكذلك استخدام الألعاب الادراكية لتنمية إدراك الطالبات وتقوية تركيزهن، كذلك ألعاب للقضاء على التشتت، والعلاج باللعب.
وعند سؤالنا عن المقاييس النفسية المستخدمة للقياس والتشخيص ذكرت لنا أن تلك المقاييس معتمدة من وزارة التعليم، وتشمل أدوات القياس ( مقياس ذكاء “بينيه” )، ومقاييس ذكاء اجتماعية مختلفة.
الخدمات المساندة والتقارير:
ومن الخدمات المساندة أيضًا لطالبات التعليم العام:
تحويل الطالبة بموافقة الأهالي إلى الاخصائية النفسية، وعمل اختبارات نفسية واجتماعية للطالبة مما يساعد المعلمة على تحسين المستوى التعليمي للطالبة، وكتابة تقرير نفسي يشمل التوصيات المناسبة لحالة الطالبة.
الصعوبات والعقبات:
وعند سؤال الأستاذة فايزة المالكي عن الصعوبات التي واجهتها: أجابت أن المعضلة الأولى هي ذهاب الأهالي إلى جهات طبية للتشخيص للرفع من درجات الذكاء حتى يتم إلحاق أبنائهم بالتعليم العام وهذه مشكلة كبرى للطالبة تفقدها سمات شخصية واجتماعية نظرًا لعدم وضعها بالمكان المناسب.
أما بخصوص التوحُّد فذكرت لنا أنه لا يوجد مركز أو فصل توحُّد في محافظة خليص، وحين اكتشاف حالات أو طيف التوحد يتم تحويلها إلى إدارة التربية الخاصة بإدارة تعليم جدة للنظر في الأمر، وعليه يتم تحويلها للمكان التربوي المناسب وكم نتمنى خدمة الأهالي باستحداث فصل توحُّد في المحافظة.
دور الإعلام والتوعية:
وشدَّدت الأستاذة فايزة المالكي على ضرورة التوعية ونشر ثقافة التشخيص المبكر للحالات بين الأهالي فالتربية الخاصة موجودة في خليص منذ أكثر من عشر سنوات، ومن الصعوبات التي نواجهها عدم معرفة الأهالي بفصول التربية الخاصة، وهنا يأتي دور الإعلام والذي يعد هو همزة الوصل بين الجهة والمواطن والدور للإعلام حيوي وعظيم وقد يختصر علينا المسافة مما يساهم في تقديم هذه الخدمات لكل من يستحقها.
رسالة للمجتمع:
وقد كانت رسالة الاخصائية النفسية للمجتمع وتحديدًا لأولياء أمور ذوي القدرات الخاصة:
أن التعاون مع الاخصائيين النفسيين والتقبُّل لوضع أبنائهم ووضعهم في المكان المناسب تجنُّبًا للمشاكل النفسية والاجتماعية، ومن المؤسف أن نظرة المجتمع ما زالت سلبية للحالات الخاصة ولو تعامل معها التعامل الصحيح لأخذت وضعها الطبيعي في المجتمع.
ذوي القدرات الخاصة ورؤية 2030:
وفي ختام هذا التقرير الذي خصصناه لما يقدمه مركز التشخيص المبكر لفئة عزيزة على قلوبنا وجزء لا يتجزأ من نسيج أبناء هذا الوطن الغالي نود الإشارة إلى أن مكاتب التشخيص المبكر وُضِعت من أجل تقديم التعليم لكافة الفئات من ذوي القدرات الخاصة أينما كانت تلك الفئة، وعلى الأهالي المساهمة في مساعدة تلك اللجان والمكاتب بالتعاون من أجل مصلحة أبنائهم.
الجدير ذكره أن أحد مبادرات وزارة التعليم لتحقيق رؤية 2030 هي زيادة عدد الطلاب المخدومين من ذوي الاحتياجات الخاصة من 58 ألف الى 200 ألف طالب، وهذا ما يؤكد حرص قيادتنا الرشيدة واهتمامها بتلك الفئة الغالية على قلوبنا.