لا شك عند كل ذي لب أن الإعلام يلعب دوراً رئيساً في كل جنبات الحياة وهو المجهر الذي يتفحص سير التنمية في كل مجتمع ؛ يضع يده على التقصير وينبه المسؤول إليه ويلمس الإنجاز ويعطيه حقه من التعزيز والتحفيز والدعم .
ومحافظة خليص غابت كثيراً عن الإعلام المقروء إلا من معاركات قديمة كان للزميل والصديق عبدالله الطياري دور بارز فيها منذ عهد قديم راغباً في الإشارة إلى أن هناك محافظة تستحق النهوض ويرى أنه كمواطن مسكون بحب خليص يجب أن يفعل الكثير لأجلها ، ولا ننسى كذلك دور الأستاذ مخضور الصاطي والذي جلب تلفزيون العاصمة المقدسة آنذاك ليبرز خليص التاريخ والجغرافيا ، خليص الإرث الكبير والتنوع الغني.
قبل سنوات خرجت إلى العلن وعلى استحياء عدد من المواقع الإلكترونية التي تدعي أنها تحمل هم المحافظة وتشكلت نوعية من الطرح الإعلامي قد يكون مقبولاً إلى حد ما في تلك الفترة ، ثم ما لبثت أن خرجت الصحف الإلكترونية التي لا ننكر أنها لفتت الانتباه وعملت جاهدة على إبراز متطلبات المحافظة بشكل أو بآخر .
غير أن الإعلام وإن كان ذو رسالة سامية تتعلق بالإنسان والمكان وما يحتاجه وما يتطلع إليه إلا أنه فن له أصوله الدقيقة والعريقة مهنة لا تخلو من خطورة بالغة إن وظفت الوظيفة الخطأ أو سلمت للقلم الخطأ !!
إن الصحافة في محافظة خليص ينقصها الكثير والكثير سواء على مستوى الطرح أو المادة الصحفية أو نوعية من تعطى لهم فرصة الكتابة وممارسة السلطة الرابعة وهم لا يملكون الأدوات التي تمكنهم من ذلك .
ليعلم الأخوة في صحف المحافظة أن صناعة الخبر أفضل و أعلى رتبة من تغطيته كحدث وأن السبق الصحفي لا يمكن أن يكون خبط عشواء بلا تثبت أو دليل يقضي على التأويل والتحليل لاحقا ، وليكن في حسبان المهتمين بشأن المحافظة إعلامياً أن انتقاد التصرفات والتوجهات مقدم على انتقاد الأشخاص .
في الآونة الأخيرة علت نبرة الانتقاد وزادت حدة الانفعالات التي لا تعدو كونها تصفية حسابات لا أكثر والغريب والمثير للضحك أن من ينتقدون ويرفعون عقيرتهم بالبكاء على حال المحافظة كانوا قبل أكثر من سنة صما بكما عن حال المحافظة وما وصلت إليه من ترهل إداري وسوء في الخدمات وتغييب لصوت مواطن المحافظة !!!
لماذا كل هذا التشغيب والمحافظة قد استلمت جادة التطوير والحراك على كل الأصعدة ؟! لماذا هذا التباكي على عمل المجالس المختلفة وكان البعض يلهث وراء مقعد في أحد المجالس متسلحاً بالعصبية القبلية و ( فزعة المعارف ) ؟!!
لماذا لم يظهر هذا النواح المتخفي وراء دوافع شخصية إلا بعد حادثة معينة حتمت على صاحب القرار إصلاح ما كاد أن يقضي على حلم قبل أن يتحقق ؟؟!!
لا أنسى تلك الهجمة العنيفة والتي جوبهت بها في مقال سابق وجهته لمحافظ خليص قبل أن يباشر عمله محذراً من نوعية معينة لا فكر لديهم إلا ( جرجرة المشلح فقط ) والغريب أن من شهر سيفه في وجه مقالي أصبح منتقداً كل مجالس المحافظة بما فيهم أولئك !!
أقول لإعلاميي وصحف المحافظة من أنتم ولكن ليست على طريقة ( القذافي ) ؛ بل نريد إجابة المواطن الواعي المستقر فكرياً وسلوكياً والمتزن عاطفياً ، وأقول لهم أين أنتم من حال المحافظة سابقاً وأينكم الآن .
وأرى من الواجب علينا جميعا أن ندعم ونؤازر ونعزز من كل إنجاز وأن نصبر على عمل مجالس المحافظة التي لم يمض على تشكيلها عدة أشهر وقد لفنا الصمت عن الأدهى قبل ذلك سنين طويلة .
بقي أن أقول أن حرية الإعلام لا تعني التجني والافتراء والتخبط بلا دليل أو بينة وأن المصداقية والطرح الرصين هو من يرفع أسهم الصحيفة ويعلي منزلتها لدى القراء.
كتبت هذا المقال ولا أدري هل سيُنشر أم لا ؟!!!!
مفلح الصاطي ( محب خليص )
مقالات سابقة للكاتب