واهيبتاه
كان الرجل في الماضي له هيبته …
غنيا كان أو فقيرا … متعلما أو أميا … فصوته كالرعد ونظرته كالبرق …
وكان هو الآمر الناهي في بيته … ويدير شئونه في الداخل والخارج بكل حنكة واقتدار …
كل شخص منهم يعامل أهله حسب خبرته في الحياة واقلهم إدراكا في ذلك اللحين يعدل الكثير من رجال هذا الزمن فما بالك بنسائه …
كانت الغيرة لديهم قاتله … ( ومن لا يعرف معنى الغيرة فعليه بزيارة الشيخ Google وسيجد الجواب )
فهو يذود عن عرضه بكل ما أوتي من قوه …
وقد اخبرنا الرسول الكريم عليه أفضل صلاة وأتم تسليم بذلك حين قال ( من مات دون عرضه فهو شهيد ).
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما رأى فاطمة و السواك في فمها
أحللت يا عود الاراك بثغرها … أما خفت يا عود الاراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك … ما فاز مني يا سواك سواك
رضي الله عن علي وعن الصحابة الكرام فقصص الغيرة عنهم لا تعد ولا تحصى …
فكلنا غيور على أهله وعرضه …
وبسبب العرض دارت معارك وقتل فيها أقوام …
وما البسوس وقصتها عنا ببعيد ….
ثم تغير الحال .
وأصبحن النساء الآمرات الناهيات في بعض المنازل …
فما كان منهم إلا أن زلزلوا ذلك البيت الهازل …
ولم يعد بينهم وبين الرجال عازل …
واهيبتاه …..
وهناك من نفخر بهن ونسبتهم كبيره ولله الحمد …
فمنهن من تعمل في قطاع بعيد عن الاختلاط وعلمها ومعرفتها يتجاوز معرفات الصحيفة قاطبة …
و منهن من شرعت أبواب منزلها وجعلته دارا لحفظ كتاب الله وخصصته لفئة غالية على قلوبنا وهن كبار السن فبورك فيها وفي مسعاها ..
و اقلهن حالا من لم تغادر كنف أهلها وزوجها وصانت نفسها من الخوض مع الرجال .
فهي تعلم أن أبواب المعرفة مفتوحة وان معشر النساء بحاجه للتقويم أكثر من غيرهم .
ثم ما هو العلم الذي ستقدمينه ونحن معشر الرجال في حاجة له ؟
هل بقي أمر لم نتعلمه من أمور ديننا وأضحيتن واعظات ؟
أم انك ستحدثيننا عن الماكياج و الطقاقات أم يا ترى عن الموضة وما ارتدته فلانه وعلانه أم عن الأسواق والمطاعم الشهيرة أو ربما عن البلدان التي زرتيها والتي ستزورينها أو عن طبق الشكشوكه الذي تفننتي في طبخه قبل تصويره …
من يحاول أن يغرد خارج السرب هم ثلة قليله فمنها ما هو محلي ومنها ما هبت به الازيب واستقبلوها كأنها الغيث الذي طال انتظاره …
ولكن نلوم من ..
فذلك الرجل ( أبو هيبة ) قد ولى واستبدل برجل مسلوب القوامة ولا نكاد نفرق بينه وبينهن الا بالعمامه ..
أين أنت يا أبو هيبه …
فقد أضحيت عند النساء ربيبه …
وجرحك ينزف وأنت دواءه وطبيبه ….
واهيبتاه .
.
خاتمه
في كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبقٌ … مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ في عرْنينه شممُ
يُغْضِى حَيَاءًويُغْضَى مِنْ مَهَابَتِةِ … فَما يُكلَّمُ إلا حِينَ يَبْتَسِمُ