رسائل التسامح

من منا قرر ان يسامح حقا ؟

كلنا يكتب رسائل في المسامحة من قلب صادق و يجتهد في اختيار أجمل العبارات و أعظم الدعوات 
ثم نرسلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي و لكن ثمة سؤال محير نطرحة بيننا ..؟
إلى من نوجه رسائلنا ؟
و ممن نطلب التسامح ؟
و عن ماذا نطلب التسامح ؟

أيها الغالي:-

ان رسالتك التي أرسلتها و عممتها معبرا عن مايلج في صدرك من مشاعر جياشة لمجموعة كبيرة لا شك أنك ارسلتها بكل صدق و طيب مشاعر حقيقية صادقة.

وهنا أخاطب نفسي و من على شاكلتي قائلا : جميلة المسامحة و لكن المسامحة التي أرسلتها وصلت إلى أناس لم يكن بينك و بينهم خلاف ولا حتى سوء فهم و قد تكون عرفتهم للحظات فقط ولم تتعامل معهم.
فهل فكرنا أن العبارات التي سطرناها لم تذهب للمستحق الأولى بها.
و ياللأسف منا من لم يرسلها لأحد أبويه أو لكليهما و كأنهما ليسا في قاموس التعامل الأمثل و الأرقى بين البشر و أنهما ليس أولى الناس بذلك، فمنا من قد دخل عليه الشهر أو الشهران و لم يتلذذ بسماع صوتهما وهم في بلد واحد و قد يكون بينك وبينهما خلاف، فلم ترسل لهما عباراتك المنمقة بروح التسامح و لن ترسلها لهما ما دمت ترى أن لك حق في هجر آبائك لأي سبب كان، أكنت فيه على صواب تطلبه أو على خطأ لا تعرفه فما بالك إن كان الحق معهما و أنت تعلم أنهما يستحقان التسامح و تصر على حرمانهما من تسامحاتك المرسلة للآخرين.
(وقد سقطوا من تسامحاتك بعباراتك الرنانة)

و ياللاسف سيسقط من تسامحاتك أيضاً بعض أقاربك وأفراد أسرتك الذين وصل بك الحال معهم إلى إلغاء أرقامهم من قائمة هاتفك كرها منك لهم و كراهية أن يبادرك أحدهم بعبارات التسامح الحقيقي عن كلمات توجه لك في مجلس عام أو خاص كانت للايضاح أو تصويب الخطأ أو أريد بها تقويم معوجا فيك فلم تسامح بل أزلتهم من قاموس مسامحاتك المرسلة بزوال أرقام هواتفهم  تعمدا منك و لذلك
( سقطوا من تسامحاتك الرنانة )

و ياللأسف سيحجب عن تسامحاتك المعطرة بالدعاء كل من كان بينك وبينه سوء فهم وقد أثقل عليك في خصومته أو لم ينصاع و ينكسر لظلمك وتعديك بعدها وبسببها نسيت وده و تعاملاته معك و كأنك ما رأيته إلا مرة واحدة في عمرك كانت الأولى و الأخيرة و حال فعلك لن اسامحة ولن اتسامح و لا جدوى من التصالح و التسامح وهذا برأيك ممن لا يأتي على بالك أنه يستحق رسائل منك فلذلك يكون مع من
( سقطوا من تسامحاتك الرنانة )

إن لسان حالك ومآل فعالك أيها المتسامح أن تتسامح مع من لم تكن بينك و بينه أدنى تعامل يجرح أو يخدش مشاعركما بقصد أو بغيره فيوصل أحدكما الى مبادرة لكسب فرصة إرسال عبارات التسامح لكي يلين بعدها القلب و يدعو لطلب المسامحة فهذا تسامح بمثابة مجاملات فقط و اظهار رقة بعيدة عن و اقعك و هذا قد لا يعتبر من ( أهل تسامحاتك وعباراتك الرنانة )

أخي الغالي انهض بنا نبحث عن المستحق الحقيقي للتسامح و نقدم أنفسنا للمعاتبة والمحاسبة قبل البدء ولنعرف أخطاءنا ثم لنختار مكاننا عند الله في التسامح قبل مكاننا عند خلقه إقتداء بخير من سامح واستسمح من كافة الناس وامام الملأ محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.

عبدالوهاب سليمان المشيقح

 

مقالات سابقة للكاتب:

لست تهذي ..

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “رسائل التسامح

احمد المغربي

التسامح والعفو طريق لا يعرفه الا اهله
وكل واحد يطرح على نفسه السؤال التالي
هل انا من اهل العفو

مراسل

كثير من الناس يرى أن التسامح ضعف للأسف

عبدالله الصحفي

سيد المسامحين هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
وهو قدوتنا
لو طبقنا خلق التسامح في حياتنا لانتهت كل مشاكلنا
انظر كيف سهولة الحياة مع قيم الإسلام
ما أجملها وأبسطها وأسهلها لكننا عنها معرضون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *