بحضور مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الجموم الاستاذ ابراهيم الثقفي وعدد من المشرفيين التربويين ومديري (٧٠) مدرسة عرضت مدرسة ابي الحسن الندوي المتوسطة والثانوية تجربتها في تحقيق عدد من عناصر البيئة المدرسية الاكترونية الجاذبة والتي وضعتهاعلى خط المدارس الذكية ومن بين المدارس الرائدة المتميزة في التجهيزات والوسائل التقنية قدم العرض أمحمد ابراهيم البشري ( مدير المدرسة )العرض تمحور على العنصر الأهم وهو قاعة الدرس الجاذبة والتي تم الانتهاء من اعداد وتنفيذ ( ١٧) منها ومنح كل معلم قاعة خاصة به مفتاحها بيده وتجهيزاتها عهده باسمه وقد اشتملت كل منهاعلى سبورة تفاعلية ذكية وجهاز حاسب الي وجهاز عرض (داتا شو) وكاميرا رقمية (بريزنتر) وسماعات صوتية وشبكة انترنت واي فاي فيما تم اعادة هيكلة كل الحجرات ودهنها بالوان جذابة محفزة مناسبة وتظليلها بستائر عملية متميزة وجعلت السبورة الذكية والمكان الذي يقف به المعلم داخل مستطيل ملون اما بالاحمر او الموف او البرتقالي وذلك بهدف جذب انتباه الطلاب واسر ابصارهم داخل المستطيل الذي يمثل مركز الاشعاع المعرفي والنافذة التي تطل منها عناصر الخبرة المربية واختلاف الألوان يعطي تنوعا بيئيا جديدا داخل البيئة الام وتم اطلاق اسم العالم المسلم الذي برع في التخصص الذي يدرس بالقاعة فللعلوم قاعة ابن النفيس وللكيمياء جابر ابن حيان والخوارزمي للرياضيات وابن تيمية للتربية الاسلامية وابن خلدون للدراسات الاجتماعية وهلم جرا علاوة على طباعة اسم المعلم فمن هنا لم تتحدد هوية القاعة فحسب بل ذابت الحواجز النفسية بين الطلاب والتخصصات العلمية التي كانو يضنون انها نتاج غربي بحت لا علاقة لأجدادهم بوضعها وتطويرهاوبذلك وفرناللمعلم البيئة الفصلية الجاذبة التي يتمنى ويريد ومكناه من اداء مهمته بكفاءة واقتدار إن هو اراد وساعدناه على استثمار وقت فراغه وهو على مكتبه بداخل قاعته بعيدا عن كل المشتتات والمنغصات ليعد دروسه ويقييم اعمال طلابه في اجواء هي الأنسب وعلى صعيد اخر فقد تحول اليوم الدراسي عند الطلاب الى رحلة بحث عن العلم يتنقلون خلالها بنشاط متوقد ودافعية متجددة من قاعة لاخرى فالطالب هو الذي ياتي لطلب العلم والمعرفة فتلاشت مع ذلك حالة الرتابة والجمود وتعافى التلاميذ من الانطوائية والتقوقع واصبحوا في حركتهم وتنقلاتهم اشبه بخلايا النحل وتنامى شعورهم بالحرية واصبح يومهم اكثر راحة وتشويق لترتفع مع ذلك وتيرة نشاطهم وحدة حيوتهم فلم يعد الكسل والخمول والتراخي والنوم يتسرب اليهم كما كان وتلاشت بؤر الخلافات الناشئة من بيئة الفصل بما تتضمنه من تداخل في الملكيات والحيازات المكانية والتي غالبا ما تنشء عنها المشاحنات والمشاجرات بين الطلاب وفي ظل نظام القاعات المتحركة توجه الطاقات في التنقلات لا في الحاق الاذى بالزملاءة او العبث بالممتلكات وبنظام القاعات تحقق الضمان الكامل لسلامة الاجهزة التقنية من العبث مع ارتقاء مستوى التحصيل وتحسن المخرجات ( الغاية المقصودة والهدف السامي المنشود ) زد على ذلك اختفاء ظاهرة تاخر المعلمين عن بدء الحصص او الخروج قبل انتهائها كون وضعية القاعة يستوجب تواجد المربي قبل مجئ الطلاب ولا تسمح بخروجه الا بعد مغادرة اخر طالب فيماخففت من الاعباء الواقعه على كاهل المعلم يوم اشرافه ومكنته من التوجيه والتبصير فكرة هذا المشروع لم تكن وليدة الصدفة بل انبثقت من الحاجة الملحة للتقنية والوسائل الاكترونية المتكاملة والتي يفترض توفيرها داخل كل قاعة دراسية بمدارسنا ليس ترفا ولكن تمشيا مع توجهات الوزارة ومسايرة المتغيرات ومواكبة التطوراتفاجيال اليوم انغمست في التقنية واعتادت على التعلم بوسائل الكترونية وعند انتقالهم الى المحاضن المعنية بتربيتهم وتعليمهم يتوقعون انها اغنى واثرى تقنيا من بيئتهم المحلية الا انهم يفاجئون بجفافها التقني وتصحرها الشكلي مما يضعف دافعيتهم للتعلم ويشعرهم بالنفور والملل ويجدون انفسهم مسار بهم عكس الاتجاه بالاضافة الى وجوب اللحاق بركب التعليم لدى دول القارة الاسيوية مثل ماليزيا وكوريا واليابان المتفوق على تعليمنا رغم قدرتنا على مقارعتهم واللحاق بهم تلك الامور مجتمعة زاد ت من اصرارنا وقوت عزيمتنا لاحداث التغيير المفضي للتطوير كما أن ثراء وتوسع المناهج الجديدة وصعوبة فهم بعض مفرداتها وتعقد بعض تراكيبها هو الاخر يحتم ايجاد وسائل تقنية لتسهيل تغطية الوحدات وتبسيط فهم واستيعاب وتطبيق المفرداتلذا فقد كانت الاولوية في التغير والتطوير والتحسين تنطلق من بيئة الفصل وقد تحقق ذلك بفضل الله ثم بفضل تظافر الجهود وتوحد الطاقات وتبادل الاراء بين منسوبي المدرسة والمجتمع المحلي ثم بالدعم من وزارة التربية والتعليم ممثلة في تعليم منطقة مكة ماديا ومعنويا وقد تحقق هذا العنصر بفضل الله بتمييز وابداع
ولم تتوقف المدرسة عن سيرها في طريق النمذجة والريادة عند هذا المنجز ولم تكتفي بما تحقق بل وجهت اهتماماتها وسخرت طاقاتها ووظفت امكاناتها لتحقيق
العنصر الثاني
الا وهو (تهيئة المقصف المدرسي )وذلك بتحسين نوعية وجبته وتزويده بمقاعد وطاولات ونقله الى الصالة الداخلية المكيفه بعد ان كان الطلاب يقضون فسحتهم تحت سقف هنغر حديدي وبجانب السور يكتون بلهيب الحر ويقاسون لسع البرد فضلا عن اختناق الرطوبة وخنق غبار الرياح وياتي ايلاء هذا العنصر جل اهتمامها ايمانا من المدرسة باهمية تكريم واعزاز الطالب ووجوب تهيئة المكان الموائم لانسانيته المناسب لطبيعته والمحقق لراحته والملبي لحاجته لما لا وهو الذي يمكث في حصصه الثلاث متكبدا للمشقة والضغط والتعب وفرصته في التخلص منها هي فترة فسحته كي يعود الى بقية يومه الدراسي وقد حقق جزء من الراحة وتخلص من كم الضغوطات المتراكمه وبالتالي يستطيع استئناف النصف الاخر من يومه الدراسي وقد تجدد نشاطه وانتشت حيوته ليحقيق بذلك درجة تحصيل مثلى وتحريك دافعية اقوى
اما العنصر الثالث
من عناصر البيئة الجاذبة فهو توفير جهاز تنبيه ناطق بدلا من الجرس العادي الذي شكل في الماضي ازعاج شحن اجواء المدرسة بالتوتر والقلق اما الجهاز الناطق فولد لديهم الاحساس بالهدوء والشعور بالرقي حيث يبدء عمله في الصباح بتلاوة من ايات الله ثم دعاء الصباح يعلن بعدها بدء طابور الصباح وبدايات ونهايات الحصص والفسح وتقديم التوجيهات مباشرة او مسجلة ويرفع به الاذان واخير الاعلان عن الانصرف والدعاء وقابل للبرمجة والتعديل وقد اختير له نغمة التنبيه بالمطارات ( مغزى تربوي ) وذلك لما تحدثه هذه النغمة من مثيرات هامة واستجابات دقيقة فهي إن كانت تذكر الجميع بمواقف السفر ولحظاته الجميلة واجراءاته الهامة كالتدقيق في وثائق السفر وموعد ومتطلبات الرحلة وتنبه الى التقيد بالانظمة والتعليمات وعدم الاخلال او التجاوزات وتنبه الى اهمية الانتظام واتباع النظام وحمل كل المستندات المطلوبه والبعد عن الممنوع والمحضور فاثارة النغمة واستجابة الطالب لها عائدات تربوية كبيرة
العنصر الرابع
كاميرات النقل الحي لمحيط المدرسة وممراتها والهدف منها توفير الوقت والجهد للاداريين وتحقيق انظباطية الطلاب بسبب رصد تحركاتهم مما يجعلهم اكثر انظباطية والتزام واقل تجاوز هذا السلوك يصدر من الطالب بادئ ذي بدء خشية رصد سلوكة ومحاسبته على تجاوزه وتقصيره الا انه مع مرور الوقت تتاصل الانظباطية في سلوكه وتتحول لسمة من سمات شخصيته بغض النظر عن الكاميرا تعمل ام لا بالاضافة الى انها تنقل صور حية لمدير المدرسة لكل مايدور حول مدرسته ويجري داخل اروقتها وبالتالي تتضح له صورة سير العمل وحركة الطلاب الامر الذي يجعله مطمئن النفس مرتاح البال فيزداد تركيزه ويصفو ذهنه ويتلاشى توتره فيكون اكثر قدرة على التفكير والابتكار والتغيير والتطوير
العنصر الخامس
اللوحة الالكترونية بلغ طلابنا درجة ملل عالية من الوسائل الحائطية والعبارات الجدارية فلم تعد جاذبه لهم ولا لافته لانتباههم فهي جامدة راكدة الا ان اللوحة الاكترونية فيها ديناماكية وتغيير وتزودهم بكل جديد يوميا من اعلانات واشادات وشكر وخبر العنصر السادس القاعات الرياضية المصغرة المدرسة لم تتجاهل ولع الطلاب بممارسة الرياضة ولم تغفل دورها في خلق بيئة جاذبة لذا فقد شرعت في شراء طاولتي بلياردو ومثلها هوكي واربع فرافير لتقلل من الاثار السلبية لتدني وسوء المرافق الرياضية فالقاعة اعتمدت قبل عامين الا انها لم تنفذ حتى اليوم عناصر البيئة الجاذبة تتجدد وتتغير باستمرار في الختام احب ان انوه للجميع ا. نه لاصعوبات ولا معوقات اعترضت طريقنا وفي الوقت نفسه لم يكن طريقنا مفروش بالورود٠