جاب المبتعث عبدالله محمد الغامدي شوارع مدينة ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا بأستراليا، ناشراً رسالة للشارع الأسترالي عن حقيقة ديننا الإسلامي السمح وموقف المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً ضد الإرهاب بكل أشكاله وأصنافه.
وروى “الغامدي” تجربته لـ”سبق” قائلاً: “بعد أن رأيت أن الأحداث الأخيره كانت غير إيجابية بالنسبة للإسلام والمسلمين وخصوصاً بملبورن وكنت أشعر بأن أخوتي المسلمين بملبورن وخصوصاً كمبتعثين من السعودية ودول الخليج عامة ربما علينا واجب لتوضيح صورة الإسلام الصحيحة؛ أردت بأن أبلغ رسالة عن الإسلام وكما تعلمناه من دراستنا ومن توجيهات علمائنا وولاة أمرنا”.
وأضاف: “بادرتني الفكرة أن أقوم بتصميم بوستر يكون متضمناً صورة لوالدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين واخترت جملتين أختصر فيها الصورة الحسنة عن الإسلام وهي (الإسلام دين سلام ومحبه الإسلام يرفض الإرهاب بكل أشكاله) وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية مع جملة تشير إلى أنها من الطلاب السعوديين بملبورن ومن ثم وضعها في إطار وقمت بتثبيته على عربة خاصة بالأطفال تسحب بدراجة هوائية”.
وأردف: “في الحقيقة واجهت صعوبات في تثبيت الإطار لكبر حجمه وخفة وزنه حيث إنه سيكون من السهل ألا يدوم طويلاً ويصمد في يوم كانت الرياح شديده نوعاً ما وخصوصاً من وقت التجول به في شوارع المدينة ولذلك لجأت لإضافة لوح آخر خلف اللوح الأساسي لتقوية صلابة الإطار بصورة أفضل وأحسن، وقد استلزم ذلك مني وقتاً ومجهوداً أكبر في تنفيذها بصورة جيدة وتمت بنجاح في نهاية المطاف”.
وتابع: “كنت في البداية متردداً بسبب الأحداث الأمنية الأخيرة التي حصلت بملبورن لبعض الحالات للمسلمين وبعد إجرائي محادثات مع بعض زملائي بملبورن نصحوني بعدم الإقدام على هذه الفكرة مما قد يلحق بي ضرراً لا قدر الله”.
وقال “الغامدي”: “نظرًا لرغبتي الجامحة في تنفيذ الفكرة توجهت لمكتب الشرطة بالحي حتى لا أقع في ارتكاب أمر غير نظامي ولكي أحصل على إذن منهم، فأخبروني أن هذا الأمر مسموح به ولا أحد يستطيع أن يمنعني ولكن أشاروا إلى أن الوقت قد يكون غير مناسب بسبب الأحداث الحالية وقد تجد من يلزمك بالكلام”.
وأضاف: بعدها حاولت أن أحصل على بعض الرفقه في هذه الجولة ولكن كلهم أبدوا اعتذارهم وأن في الأمر مخاطرة حينها قررت أن أعتمد على الله ثم على نفسي بعد أن أستخرت وتوكلت على الله”.
وأردف المبتعث: “انطلقت في الصباح الباكر وقمت بتثبيت الإطار وتوكلت على الله، وقطعت ما يقارب 25 كلم في شوارع المدينة، وقد كانت ردود بعض الجمهور بشوارع ملبورن سيئة حيث كان بعضهم يسبون الإسلام والمسلمين ولكن كنت أتغاضى في السماع لهم، أما الغالبية فكانت ردودهم جيدة فكانوا يشكرونني على هذه المبادرة وعلى الرسالة التي أحملها ، ويشيرون إلى أن الإسلام هو دين محبة وسلام وأنهم يدركون هذا الشيء وأن ما يحدث من أفعال غير أخلاقية من بعض المسلمين هم أناس لا يمثلون دينهم بطريقة صحيحة وإنما يمثلون أنفسهم جرى ذلك الحديث مع بعضهم خلال توقفي عند بعض الإشارات المرورية”.
وتابع: “من الأشياء الجميلة والتي أفرحتني وأدخلت السعادة على قلبي بأن معظم من صادفتهم أخبرونني بأن الطلاب السعوديين بملبورن هم أناس جداً في قمة الخلق والأدب والرقي في التعامل وانهم يمثلون الإسلام كما قرأوا وسمعوا عنه وما أضحكني أنهم يحبون أكلة الكبسة التي اشتهر بها السعوديون في أوساطهم”.
وقال “الغامدي”: “استوقفتني دورية الشرطة الأسترالية مرتين ولكن أفرادها كانوا في غاية الأدب والرقي في التعامل وأشادوا بجمال ما تعنيه العبارة وأشادوا بوجود العلمين السعودي والأسترالي”.
وأضاف: “اكتسبت خبرة جميلة من خلال هذه التجربة واتضح لي منها أن جمهور ملبورن ليست لديهم مشكلة مع المسلمين وأنهم أناس رائعون وأن من يخرج عن القانون منهم هم لا يمثلون المجتمع الأسترالي وأنها حالات فردية لا تمثل إلا أصحابها”.
وأردف المبتعث: “في النهاية كان لي الشرف بأن أرفع راية لا إله الا الله وصورة خادم الحرمين الشريفين وولي عهديه الأمين في شوارع ملبورن مفتخراً بديني وهويتي وولاة أمرنا ووطني الغالي وأن أمثل الطلاب السعوديين بملبورن وأن أنقل صورة حسنة عن المسلمين عموماً وعن السعوديين بوجه خاص”.