نعيش في أمان لا ضائقة ولا حرمان ، نرفل في سعادة وسلام ، نحلم بتفاصيل صغيرة نزيّن بها إطار صورة لسنا بحاجة لها ، ونحتسي فنجان قهوة مع حلوى ونتلذذ بطعمها ، فمع من نحب أحلى و ألذ.
وبالجانب القريب تدور حكايات وحكايات لقلوب بيضاء هينة ، لينة ، بسيطة ، تتأمل ما حولها باستحياء،ولسان حالها يردد أين نحن من هؤلاء ؟
قلب صغير ترعرع ونشأ على قسوة قلب وجفاف مشاعر، وحلم يُمَنّى به ،لا يبني عش طائر ،
وقلب تدور رحى تفكيره في لقمة عيش يسد بها رمق من يحب .
و قلب يجلس على عتبة الزمن يلملم شعث الماضي بذكريات تكاد تكون حلوة يداوي ويداري بها ألم السنين .
و آخر ينظر بعين البائس الحزين، ينتظر فجراً طال مجيئه، ليكمل ببزوغه حلماً رآهُ في منامه واستيقظ دون أن يكمله ، ليكون حاله حال غيره.
وعلى بعد خطوات ترى قلب مكسور يداري عشقاً رباه صغيراً وحين كبر ، نسيه ! لم يعرفه !ولم يعرف وهناً و لا سهر.
وعلى جنبات الطريق هناك قلوب غضة ، تسابق الزمن !لا تعلم أنها تنسج خيوطا من كفن .
حكايات وحكايات لقلوب تمر علينا مرور الليل والنهار ، تحلم بزخات مطر تجمل وتزين بها صور القادم من أيامها.
حكايات .. إن كتبت كانت تسلية للقارئ ، وإن عوصرت نظر لأصحابها بعين الشفقة والأسى، لن يبكي عليهم ، ولن يهتم لحالهم ، فهي مشاهدات صامتة تنفي علاقة أي قلب منها بالآخر.
وحين يسدل الستار ويأتي المساء ويغطي الظلام تلك الأماني ، تجد من يحكي عنهم روايات مختلفة ، روايات بدون شخصيات ، تؤنب وتلوم وتضع لهم أجمل الحلول ، وما يلبث أن يظهر ضوء النهار ليذوب السكر من أفواه الصغار .
كيف للرواية أن تغير عنوانها ورحلة سيرها ! وأبطالها لاهون في دنياهم ، ليلهم كنهارهم .
كيف يمكن للرواية أن تحاكي قصة قلب اعتاد الخير وله مضى ، و فهمه للخير تنوع وارتوى .
قصة قلب لم يطلب مالاً ولم يأبه لتذكار! بكلمات طيبة وسمو بالإنسان ، يدل الغير على الخير ، ويحسن الظن بنتوءات وندبات الزمان .
نهاية الرواية ، حب الخير للغير كنز في القلب مولود ، كبر القلب ولم يكبر ، اعتاد اقتصار الخير على المال، ونسي أنه في غيره معقود ، نسي أنه مثلما يحتاج لمن يغذيه يحتاج لفكر صائب وعلم نافع و للمسة حنان توقظ قيمه وتساند أمانيه ، وتحميه .
من قدم الخير وجده ، ومن أحياه ودربه على دروب الخير ، حصل على مبتغاه ، فهناك شيء جميل في الانتظار !
جنة عرضها السموات والأرض .
أخيراً
فلرب أمر مسخط لك في عواقبه رضا
ولربما ضاق المضيق ولربما اتسع الفضا
الله يفعل ما يشاء فلا تكن معترضا
الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى
بقلم : سارة صالح الصحفي
مقالات سابقة للكاتب