ازدواجية نحر الضحية

إن المتأمل في أنظمة وزارة العمل التي صدرت مؤخراً والتي بلا شك الهدف منها هو نفع المواطن السعودي وإشراكه في الكعكة الإقتصادية الكبيرة التي تشهدها المملكة لكنه سوف يجد أن هذه القرارات ربما تعود بنتائج عكسية وتلحق الضرر بالمواطن والمجتمع إن لم تحتوي على منظومة متكاملة سيكون ضحيتها الأول هو المواطن البسيط محدود الدخل.

نعم هي في ظاهرها بصيص أمل لكل شاب سعودي يبحث عن عمل لكن مضمونها فيها مقتله وإضرار بالمجتمع ولكي تتضح الصورة سوف أضرب مثالاً على ذلك :

نأخذ مثلاً بآخر قرار ( سعودة بسطات حلقة الخضار ) ، جميل هو القرار بزرع الشاب السعودي وسط هذه التجارة المربحة والأموال المتداولة ويتكسب قوته وقوة أولاده .
لكن من الجانب الآخر سيكون ضحيته المستهلك .
لأن التاجر أوالعامل الأجنبي سيعوض خسارته برفع قيمة المنتج الذي يدفع ضريبته المستهلك في ظل انخفاض أو انعدام مستوى الرقابة من الجهة المشرفة على السوق .
هذا القرار ان لم يبن على منظومة عمل متكاملة، فوزارة العمل تطبق السعودة ووزارة التجارة تراقب سوق الخضار وارتفاع مبيعاته، فلن يؤتي هذا القرار أُكُله ، وسيتجرع مرارته المواطن وهو ما أعنيه بـ ( إزدواجية نحر الضحية )

وسيكون نسخة كربونية من قرار تصحيح أوضاع العمالة في مؤسسات الإنشاء والتعمير ورفع الرسم السنوي لتجديد إقاماتهم التي كان ضريبة القرار هو جيب المواطن في آخر المطاف فهو الذي دفع الثمن مضاعفاً،حيث أرتفعت أسعار الأيدي العاملة وعقود المقاولين على خلفية هذا القرار، بل الأدهي من ذلك والمضحك والمبكي في نفس الوقت أن ذلك القرار جاء في صالح العامل الأجني فمقابل المبلغ البسيط الذي فرض عليه من قبل الحكومة رفع هو السعر على المواطن بنسبة تفوق أضعاف ما فرض عليه وخرج كاسباً مهللاً فرحاً .. فمقابل زيادة رسوم تجديد الإقامة ارتفعت يومية العمل من ٥٠ إلى ١٠٠ ريال ومن ١٠٠ إلى ١٥٠ ريال وقس عليها كل ما يتعلق بذلك ! فمن الذي كسب ومن الذي خسر ؟!!!

صرخة مواطن : بالأمس نحرنا من المقاولين واليوم ننحر من إرتفاع أسعار الخضار .

في النهاية …
فإنه يتحتم على أي جهة قبل أن تصدر قرار أن تدرس تداعياته المحتملة وانعكاساته السلبية وتعمل على حلها وسن القوانين التي تمنعها قبل تفكيرها في طريقة تنفيذه حتى لا يكون المواطن هو الضحية !

إيهاب عمران الصحفي 
@ehabemran

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “ازدواجية نحر الضحية

أبوسعود

رائع جداً يا إيهاب بورك فيك
فعلاً للأسف الشديد صار المواطن هو المتضرر من الرسوم التي ترفع على العامل
يدفعها غصباً عنه
إذا رفعت الحكومة رفع العامل ودفع المواطن
لا يوجد من يحمي المواطن الغلبان

السحاب

رائع ابو عمران
فعلا هذا هو الواقع كثير مما كنا نعتقد انه في صالح المواطن نكتشف بعد مرور شهور وليس سنة انه ضده
مدري هو المواطن ضد نفسه وﻻ صاحب القرار يعمل لمصالحه .
بس اللي مؤكد ونعرفه ماننكره اننا كمواطنيين متظررين
وشاربين المقالب لحد الثمالة.

اكرر مقالك ابو عمران هادف . وننتظر جديدك

محمد آبوفهد

نعم العمالة ارتفعت أسعارها للضعف
يومية العامل صارت بـ١٥٠ ريال
والسباك لو يغير بزبوز قال لك هات ٥٠ ريال
والكهربائي نفس الشي حتي الباكستاني في المطعم رفع السعر

محمد الصحفي

الدولة تبغى السعودة
والسعودة لها ثمن
والثمن عند المواطن
والمواطن لازم يدفعه

السابر

مقال جميل من الاخ ايهاب بن عمران
ابن الرجل الطيب العزيز على قلوبنا رحمه الله
ولكن انت ذكرت واستشهدت في مقالك بالسعودة في سوق الخضار
فهل اذا صار السعودي صاحب البسطة ومنع الاجنبي المخالف للنظام
والذي كان يتحكم في بيع التجزئة سوف ترتفع علينا الاسعار نحن المستهلكين
كيف هذا ؟ الكلام يحتاج الى توضيح !
هل ابن البلد سيرفع الاسعارعلينا ام تحكم العمالة السائبة في السوق !؟
ثم ان قرارتصحيح العمالة هذا قرار ذا بعد استراتيجي اتخذته الدولة وليس
قرار آني واتخذ بعد دراسه من قبل مختصين في هذالمجال
حيث قضى على الفوضى السائدة في سوق العمل والعمالة السائبة
التي تنخر في الاقتصاد الوطني .
القرار فيما اعلم انه لم يضر الا بأصحاب الجباية والمؤسسات الوهمية التي
كانت سائدة في السوق . يأخذ صاحب المؤسسة ٥٠ او ١٠٠ تأشيرة ويبيعها
او انهم جباة يأتون اليه بالمال آخر الشهر اوالسنة وعند كل تجديد للاقامة
هذا الذي كان سائداً بعيداً عن المجاملات وخلونا نسمي الامور بمسمياتها
هذا القرار اشاد به كل او معظم ارباب المؤسسات وهو يخدم صاحب العمل
والمؤسسة وقبل ذالك الأمن الوطني للبلد عندما يقضى على الفوضى السائدة
من السابق . نعم نحن نطالب بفتح مجال الاستقدام للمؤسسات لتأمين العمالة
في سوق العمل وماتحتاجه منها العمالة المهنية وليست الرديئة كما هو حال
كثير من المؤسسات وان لايكون ذالك على حساب المواطن ومشروع توطين
الوظائف الذي تسعى له وزارة العمل ووزارةالتجارة
هذه وجهة نظر قد اكون مخطئا فيها او مصيب والله الموفق .

عبدالرحيم الطياري

صدقت بدون تكاتف جميع الجهات لن ينجح أي قرار
وعندنا مشكلة أخرى جديدة وهي أنه فيه تراخي في تطبيق النظام
يبدأ القرار بحملات وتشديد ولكن مايستمر إلا فترة قصيرة بعدين يتوقف
والعمال صاروا عارفين عنا هذا الشي
حملة تصحيح العمالة بدأت بقوة وتفتش من حي لحي ومن بيت لبيت
مدة من الزمن ثم توقفت وعادت حليمة لعادتها القديمة
مافيه استمرارية مافيه أحد يشتغل من قلبه ولا أحد شايل هم البلد
كل واح يبحث عن مصلحته الشخصية أما البلد مجرد شعارات للأسف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *