أخد بتلابيبي ممسكاُ بي بكل ما أوتي من قوة ! ويقول: جاكم السيل من حدر!! (وحدر تعني من الجهة الغربية) ، عرفت أن في الأمر مصيبة عندما تسير الأمور على عكس مجراها الطبيعي ، ثم جاءت رسائل الجوال تنذر بتأكيد ما أثاره أخي صاحب السيل!
حقيقة لم أستغرب هذا الأمر وتحول المناطق الزراعية الى سكنية لأنها أصبحت من الأمور المسكوت عنها بالرغم من الآثار الكارثية التي ستدهمنا في يوم ما عندما لا نجد متنفساً يقينا سموم وأبخرة المصانع والمناطق الصناعية التي ستحيط بالمحافظة وخاصة واجهتا الجنوبية ومفترق طرق القرى “غران”.
كارثة تحويل أرض الأمير الى مخطط للمستودعات هي نتيجة وليست سبباً ، فالسلسة بدأت بجنوب حي اليمانية حينما اتفق أهل الربوة على النقل لمخطط الجوفة بعد دخول السيل لحيهم وخطورة التعرض للسيول مرة أخرى، وبعد التخطيط تحول بقدرة قادر الى مخطط مشاع تنازعه المستحق وغير المستحق من المحافظة ومن غيرها !!
ثم تواجد مصنع الغلال بالقرب من حي اليمانية والفيضة المكتظة بالسكان إضافة الى المشكلة المزمنة التي تؤرق سكان المخطط المتمثلة في مصنع السديس.
هذه نتائج وثمار مرة نحصدها اليوم على مستوى المجموع بالمحافظة وغران على وجه الخصوص. لسنا في معرض النقد والتقييم وليس الآن وقته ، نريد خطة للعمل المستمر وليس الطاريء ولا نريد لعملنا أن يكون ردود أفعال ، نريد فعلاً مستمراً بوعي وتخطيط علمي يشترك فيه كل مؤهل دون قيود.
الحقيقة أنني سررت بردود الفعل على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي من أبناء المحافظة وخاصة أبناء غران ولكن وكما يقال الكمال لله ، وبقدر ما سررت بالعمل الجماعي الذي تنادى عليه مجموعة من الشباب ، فإنني استأت من بعض المشاركات المتعجلة في توزيع التهم ورمي الناس دون دليل هذا العوار الشرعي والعرفي لا يقره عقلاء قومي!
اطلعت على بعض الاجتهادات في تنظيم العمل الجماعي وهي خطوة متقدمة لكن شابها عدم وجود مرجعية دائمة ترجع لها المجموعات التي كونت ، لدينا كفاءات في كل مجال وأنا أعني ما أقول ! نعم لدينا كفاءات (أساتذة في الجامعات ، ومهندسون ، وأطباء ، وإداريون ، ومدربون ، ورجال أعمال) لكن الذي ينقصنا هو القيادة ، نعم القيادة التي تؤثر وتحرك الناس نحو أهدافهم ، وتحتوي الجميع وعندها استعداد للتضحية وتحمل كل المسئوليات نيابة عن المجموع.
هذه النتائج التي ذكرتها لها مقدمات وأسباب نتحمل الجزء الأكبر منها إضافة لسوء التخطيط والتنفيذ من الجهات المعنية، لكنني سأدلف الى الحل مباشرة (حسب ما أرى):
ابتداءً أقترح أن يكون مجلس يدعى له كل أهل الديرة يتكون من رئيس ونائبين له ومجلس من ستة أعضاء يكون بمثابة مرجعية لكل الجهود التي تبذل من أجل تنمية وتطوير هذا الجزء من المحافظة (غران) والتعاون مع بقية المجموعات المهتمة بالتطوير على مستوى المحافظة ، تكون مدة هذا المجلس أربع سنوات فقط ، ثم تجرى انتخابات على خمسين بالمئة من أعضاء المجلس مع إعطاء فرصة للتجديد للرئيس فترة ثانية اذا حصل على ثقة خمسين بالمائة من أعضاء المجلس وهكذا حتى نضمن الاستمرار والتجديد.
سيكون العمل مرهقاً ومضنياً لأنك ستتعامل مع توجهات ورغبات متعارضة وأحياناً تكون متناقضة تماماً ، لكن الذي يريد أن يحصل على وجبة دسمة يجب عليه أن يصبر على حرارة المطبخ !
رب ضارة نافعة لنجعل من مشروع المستودعات نقطة البداية لعمل أكثر تنظيماً ولنكون على مستوى الحدث قولاً وعملاً وإلا فلتستعدوا لما هو أسوأ ، فجوار المستودعات سيصطلي به الجميع ، وأسالوا أبناء العمومة “الجدعان” وتجربتهم مع مستودعات الخمرة!!
إضاءة:
في خضم هذا الحراك لمواجهة كارثة المستودعات ، جاء خبر انتخاب الابن النجيب ، ورجل الأعمال الشاب الأستاذ / ماجد مخضور الصحفي رئيساً للجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية بجدة كخبر أسعدني كثيراً وسررت به أيما سرور، وهذا يؤكد أن الكفاءات موجودة وتحتاج الى القيادة ، القيادة ، ثم القيادة. وكفى!!!
تحياتي للجميع:
أبو عمر محمد بن سعيد الصحفي
محاضر بالكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب :
– الرأي والرأي الآخر !
– أعطني شاشة ، أعطيك شعباً
– سياط التغيير
– مشاريع غران التنموية وآفة النفس القصير
– أمن أجل الدرجة وصلنا لهذه الدرجة ؟!
– تنمية البشر قبل تنمية الحجر
– الساعة 11 … لا أحد يتأخر!!
– التدجين وتمزيق الكتب
مقالات سابقة للكاتب